رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

تواجه المملكة العربية السعودية الكثير من التحديات فى هذه المرحلة، ربما لم تواجهها من قبل ومنذ تأسيسها، ورغم ذلك تظلمت الدول العربية القليلة القادرة على تجاوز تحدياتها بقوتها الإسلامية والاقتصادية وأيضاً بمحيطها العربى.. ولا شك أن جانباً كبيراً من هذه الضغوط له علاقة وثيقة بالسياسات غير المتوقعة، التى انتهجتها المملكة مؤخراً بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويقودها الأمير محمد بن سلمان ولى العهد لأنه هو مهندسها وعرابها، لذلك يواجه التحديات بنفسه ويدافع عن بلاده بنفسه، وعن سياساته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى يؤمن أنها ستنقل بلاده إلى مجالات أوسع وأرحب وأكبر من الصورة النمطية للمملكة، التى يسعى الكثير، ومنهم قادة دول، إلى أن تبقى كما كانت مجرد بئر للبترول!

ويبدو أنهم، بعد تمكن مصر من مواجهة كل المؤامرات التى سعت لإفشالها كدولة، خلال السنوات الخمس الماضية فإنهم يريدون أن يدوروا على المملكة.. ومثلما واجه الرئيس عبدالفتاح السيسى هذه المخططات بقوة، استناداً إلى مطلب شعبى وشرعى، فإن الأمير محمد بن سلمان يواجه بقوة أيضاً كل الضغوط المفتعلة تجاه المملكة، واستناداً إلى مطلب شعبى وشرعى.. ولذلك لم يشر ولى العهد السعودى فى حواره مع وكالة بلومبيرج الأمريكية، مؤخراً، إلى محاولات إفشال مصر خلال حقبة الرئيس الأمريكى السابق أوباما، صدفة أو اعتباطاً ولكنه إدراكاً لما جرى، ولإرسال رسالة مفادها بأنه يفهم ويعى جيداً ما يجرى ضد المملكة وإنه على ثقة من قدرته على المواجهة.. وأنه يقبل التحدى!

والحقيقة أن تصريحات ولى العهد السعودى فى هذا الحوار المهم حول العلاقات السعودية الأمريكية، لا يسعى من خلاله للخلاف مع أمريكا أو الصدام، فلا شك أن السعودية وأمريكا من أكبر وأقدم حليفين فى العالم، وهناك مصالح كبيرة ووثيقة بينهما، وهذا من العادى فى علاقات الدول أمس واليوم وغداً وسيظل هكذا، ولكنه، الأمير محمد بن سلمان، يريد أن تكون هناك ندية فى العلاقة، طالما أن هناك منافع متبادلة.. وكما يقولون فى الكرة (خد وهات)!

وبمناسبة كرة القدم، ورغم أننى لست من المؤيدين لتداخل السياسة فى الرياضة، وخصوصاً كرة القدم، حتى لا نترك مصير علاقات الدول بين أقدام اللاعبين، وفى الصرخات المنفلتة من حناجر هتاف الجماهير، بينما السياسة أكبر من ذلك بكثير، ولكن لا شىء الآن ليس له علاقة بالسياسة وخصوصاً الرياضة.. فإن مباراة كأس السوبر السعودى المصري بين فريقى الزمالك والهلال على كأس الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى إطار احتفالات مصر والسعودية بنصر أكتوبر تبدو أنها جاءت فى توقيتها لإظهار التوافق الشعبى المصرى السعودى مثلما يحدث على مستوى القادة، وكان النجاح الممتع للمباراة بين جمهور الشعبين جزء لا يتجزأ من نجاح العلاقات المصرية السعودية فى مواجهة التحديات والضغوطات الإقليمية والدولية.. وقبل كل ذلك فى مواجهة الإرهاب.

وإذا كانت مباريات الملاعب تنتهى بصفارة الحكم فإن مباريات السياسة لا تنتهى أبدأ، ويظل اللاعبون يحرزون الأهداف إلى ما لا نهاية.. المهم أن يكون لكل فريق الحارس اليقظ الذى يعرف كيف يحمى مرماه!

[email protected]