عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

انتشرت ظاهرة النصب والاحتيال بشكل خطير يهدد أموال وممتلكات المواطنين وحياتهم أيضاً بعد أن تطورت هذه الظاهرة فى شكل خلطة ما بين التسول و«التهديد البصرى»، وعبارة التهديد البصرى هذه من عندى لكن عندما تشاهد الشخص الذى يرتكب هذه الجرائم فى وقت واحد، وهو يزغر بعينيه للمارة فى الشارع وركاب المواصلات ويظل يطاردهم بعبارات تبدأ بالاستجداء وتنتهى بقلة الأدب والتطاول، والمارة يهربون من بين السيارات والركاب يخبئون رؤوسهم فى الكراسى تحاشياً لنظراته الحادة التى تكاد تنطق بلعنهم لأنهم لم يمكنوه من طلبه وهو منحه أموالاً لأسباب يختلقها وعليهم أن يصدقوه.

عندما سمعت هذا الابتزاز العلنى الذى يمارسه بعض الشباب فى الشوارع والمواصلات العامة، كنت أعتقد أنه مبالغ فيه، ولكن شاهدت هذه الواقعة بأم عيني، أمام نفق إمبابة فى الطريق المؤدى الى المنيرة وشارع الوحدة، شاب ركب سيارة الميكروباص أثناء تحميلها الركاب فى السابعة مساء وفى يده بعض الأوراق المالية من فئة الخمسة جنيهات، وقام بالطرق على الباب لتنبيه الركاب لما يقوله  وقال ان أحد المواطنين الغلابة محبوس فى قسم الشرطة على ذمة غرامة قدرها «210» جنيهات وإذا لم يدفعها فإنه سيتم حبسه، وأنه تطوع لجمع قيمة الغرامة من المواطنين الكرام، لم يرد أحد عليه من الركاب، لأن الأغلبية لم تصدق كلامه، و خاصة أنه يبدو فى مظهر جيد، والمبلغ المطلوب لا يستحق جمعه من وسائل المواصلات، وقام أحد الركاب بإعطائه جنيهين فأخذهما وهو ممتعض، ووقف على باب السيارة يحملق فى الركاب، وينزل فى كل إشارة، ثم يركب مرة أخرى ويردد  نفس الكلام، السيدات فى السيارة خفن على أولادهن لأن نظرات الشاب كانت تنبئ بأنه سيفعل شيئاً، وأخيراً هبط من السيارة ومرت الواقعة بسلام.

وفى صباح اليوم التالى قام نفس الشاب بتغيير خط سيره، وركب الأتوبيس من على الكورنيش من أمام المطبعة قبل قسم امبابة وكرر طلبه السابق، وانتشرت الهمهمة بين الركاب، أحدهم قال مش هو ده الشاب الذى كان عند نفق امبابة، وطلب مساعدة لصديقه المحبوس، رد عليه آخرون آه هو ورد الشاب فى عنف : عاوزين ايه، مين بيتكلم، فرد راكب لأ مفيش حاجة أنا باكح. نزل الشاب قبل قسم امبابة يبحث عن سيارة أخرى وضحايا آخرين.

أعلم ان مباحث الجيزة لا تألو جهدا فى مكافحة الجريمة بأنواعها، أرجو أن تتعامل مع عملية النصب التى عرضتها بجدية، لأن أسلوب التهديد فى التسول واختلاق وقائع تسيء إلى جهاز الأمن الذى وصمه هذا الشاب بحبس مواطن لسداد «200» جنيه غرامة ويتم تحصيلها له بالتسول، هذا الشاب نصاب وقد تتحول عملية النصب إلى سرقة بالإكراه، ثم اعتداء على المواطنين، فمطلوب مواجهة هذه الجريمة التى تسيء إلى الأمن، وإلى كرامة المواطنين.