رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

شىء محزن ومؤلم أن يتم تزوير التاريخ، والأشد ألمًا منه أن يروى جهلاء وقائع تاريخية مر عليها عشرات السنين دون توثيق لما يقولون ودون علم أو بحث مستفيض فى هذا الشأن. والأخطر من ذلك أن يردد هؤلاء المزورون للتاريخ أحاديث الأعداء والمستعمرين ضد الوطنيين من أهل مصر، ويعتبرون شهادات الأعداء حقائق دامغة.. وهناك كثيرون يقعون فى هذا الفخ، وتتم المجاهرة بالخطأ بقصد أو بدونه.

ومن المؤلم جدًا أن هذا استمر عقودًا طويلة من الزمن، وارتفع صوت الجهلاء المزورين للتاريخ العربى الحديث، وتجاهلوا أدوار البطولة التى لعبها رجال عصر الشرفاء الذين حملوا على كاهلهم أعباء تنوء بحملها الجبال. ويأتى على رأس هؤلاء جميعًا زعماء الوفد الشرفاء الذين لعبوا أدوارًا بطولية سجلها لهم التاريخ بحروف من نور. ومنهم الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس الذى شهد له الأعداء من المستعمرين قبل المحبين لوطنيته الفذة.

ويحمل تاريخه صفحات من نور لا ينكرها إلا كل جاهل أو حاقد.

وكنت أتمنى ألا يقع أحد فى شرك الجهالة ضد الوطنيين، ولكن يبدو أن هؤلاء لا يقرأون التاريخ جيدًا، أو لا يقرأون من الأساس، عندما يروون وقائع مزورة عن شرفاء الأمة المصرية. وأعلم أن هناك أساتذة للتاريخ العربى داخل الجامعات أعماهم الغل، وراحوا يزورون التاريخ، ويفترون على «النحاس» مثلاً، معتمدين فى دراساتهم على مستندات منقولة عن السفير البريطانى السير مايلز لامبسون بشأن 3 و4 فبراير عام 1942. واعتبرها الأساتذة الذين تحركهم أيديولوجياتهم نقلًا عن سفير الدولة المستعمرة حقائق دامغة ونالوا من النحاس.

كفى تطاولًا على القامات الوطنية مثل النحاس باشا..

وصحيح أنه لا يوجد حدث سياسى فى مصر أثار الجدل مثل حادث 4 فبراير سنة 1942 عندما حاصرت القوات الإنجليزية قصر عابدين للضغط على الملك فاروق من أجل تكليف النحاس باشا بتشكيل حكومة وفدية.. والجدل حول هذا الحادث ما زال مستمرًا حتى الآن.. هذا السؤال نفسه طرحه الأستاذان الراحلان الكاتبان الكبيران مصطفى شردى وجمال بدوى فى سلسلة حوارات مع الزعيم فؤاد باشا سراج الدين عام 1985، باعتباره أحد الشهود على ما حدث فى 4 فبراير 1942، وسجل سراج الدين شهادة حية على هذا اليوم، تطابقت تمامًا مع أساتذة علماء التاريخ والباحثين عن الحقيقة المحترمين فى هذا الشأن، وهو ما سأتحدث عنه لاحقاً.. وللحديث بقية.