عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

اجتماعات لجان البرلمان لا يحضرها الصحفيون إلا بإذن من رئيس اللجنة، هذا الشرط ورد فى لائحة المجلس ومازال حتى الآن، لكن لم يحدث أن تم منع الصحفيين من حضور اجتماعات اللجان طوال الفترة التى عملت فيها محرراً برلمانيًا منذ بداية التسعينيات حتى ثورة 25 يناير، وأعتقد أن لجان مجلس النواب مفتوحة حالياً أمام الصحفيين باستثناء اجتماعات معينة يتم عقدها سرية فى غياب الصحفيين حسب طبيعة الموضوع المطروح، وكنت أواظب على حضور جميع اجتماعات اللجان رغم وجودها فى مبنيين متباعدين داخل حرم المجلس، كانت اللجان الصباحية تنعقد فى توقيت واحد، وأمر عليها جميعاً لقضاء عدة دقائق فى كل لجنة، وأركز فى اللجنة التشريعية سواء كان اجتماعاً  صباحاً أو مساءً. كانت عندى هواية متابعة ولادة القوانين حتى ولو كانت ولادة قيصرية فى ذلك الوقت، وأحب الاجتماعات التى كانت تناقش طلبات رفع الحصانة، وحضرت اجتماعاً شهيراً بكى فيه رجل أعمال بدموع غزيرة لشعوره بالظلم الذى كان وراءه لاعب كرة شهير، وأصبح نائباً فيما بعد .كنت أشعر بمتعة عندما أحصل على خبر شاركت فى صناعته، الأخبار السهلة تشبه الطبيخ البايت أما الخبز الساخن مثل الوجبة الطازجة يقبل عليها الأكيل، وأتذكر ثلاثة أخبار حصلت عليها من اللجنة التشريعية فى ذلك الوقت وهي من الأخبار التى يطلق على محررها صفة المخبر الصحفى كما درسناه فى الجامعة، كانت  اللجنة التشريعية قد أعلنت عن عقد اجتماع عاجل بتكليف من رئيس المجلس، وعندما توجهت الى حضور الاجتماع اكتشفت انه مغلق، تحايلت على الحارس ودخلت القاعة، وجلست فى مقعد فى الصف الخلفي، وأوقف رئيس اللجنة الاجتماع، واعتذر لى بأن الاجتماع مغلق طبقاً للائحة، استشعرت أن هناك أمرًا مهمًا يبحث فى الاجتماع، وتظاهرت بالخروج، وعندما وصلت إلى باب القاعة لاحظت وجود المفتاح فى الكالون  قمت بإغلاق الباب من الداخل ووضعت المفتاح فى جيبي، وناديت على الحارس ليفتح لى الباب فلم يجد المفتاح، بحث عنه فلم يعثر عليه، وتم استئناف الاجتماع، وأنا واقف خلف الباب أستمع الى المناقشات، كان الموضوع المطروح هو طلب برفع  الحصانة البرلمانية عن نواب القروض، وهذا المصطلح هو انفراد لجريدة الوفد التى أطلقت على هؤلاء النواب هذا الوصف، ونواب القروض قسمان : الأول نواب ورؤساء  بنوك فى نفس الوقت، والقسم الثانى نواب رجال أعمال، والطرفان تواطؤوا فى صرف ملايين الجنيهات من البنوك بدون ضمانات.

كنت أتابع المناقشات، وأنا واقف خلف الباب انتظاراً للعثور على المفتاح حتى أخرج من الاجتماع المغلق، ولكن كان المفتاح مازال فى جيبي، وفجأة دق الباب من  الخارج، ولم يستجب من فى الداخل لعدم وجود المفتاح، وزاد الدق على الباب حتى شعر الجميع بأن هناك محاولة لكسره أو أن من يقف خارج الباب شخص مهم يريد الدخول، ودخوله للاجتماع مطلوب، وما بين دقه على الباب، وعدم الاستجابة له، صرخ بصوت عالٍ: هو فيه ايه...  وكان صاحب هذا الصوت هو الدكتور زكريا عزمى عضو اللجنة التشريعية وعندما عرفه حارس اللجنة لطم على وجهه وقال اترفدت، أكل عيشى ضاع وتوسل إلىّ أن أنصرف لإنقاذ مستقبله فأعطيته المفتاح بشرط ألا يتحدث أنه كان معي، وفتح الحارس الباب ودخل «عزمي» وسط ثورة عارمة،  وقال له رئيس اللجنة: معذرة المفتاح كان ضايع، لأننا أغلقنا الباب على الصحفيين الذين كانوا يصرون على حضور الاجتماع.

وفى الصباح كانت تفاصيل الاجتماع منشورة فى «الوفد» برفع الحصانة البرلمانية عن نواب القروض قبل إعداد التقرير الذى عرض على الجلسة العامة.

وللحديث بقية