م... الآخر
تعد الرسالة الإعلامية ركناً رئيسياً لنجاح أى مؤسسة عامة أو خاصة، أو لنجاح الحكومة أو الدولة فى خططها المستقبلية، فهى أداة وصل مهمة بين مصدرها أياً كان وبين الجمهور العام المتنوع، ووسائل الإعلام وسيط يسهل ويحرر الرسالة إلى الجمهور.
تستهدف الرسائل الإعلامية تحقيق أكبر أثر فى الجمهور، وإحداث التغيير والتوجيه والتثقيف، وتحقيق التعبئة الشعبية نحو الخطط المستقبلية للمؤسسة أو الدولة، وتحقيق الرضا العام حول وظائف المؤسسة، وتلبية حاجات ومطالب الجمهور، وخلق جسور الثقة بين مصدر الرسالة والجمهور. والصحفى أو القائم بالاتصال يكتب ويحرر الرسالة بطريقة سهلة على القارئ، وكلما كانت فى الرسالة معلومات تهم القارئ أو حتى شريحة من الجمهور، يساعد الصحفى فى مهمته، ويمكنه من توصيل رسالة المؤسسة بحرفية عالية، وكلما ابتعدت الرسالة الإعلامية عن الطابع الدعائى للمؤسسة كلما ساعدت فى تحسن صورة المؤسسة، وبناء جسور الثقة مع الجمهور.
وأشعر بالحزن عندما يصلنى بيان صحفى من مؤسسة عبارة عن دعاية فقط، أو سطور لا تحمل معلومات، رغم أنه يفترض أن هذه المؤسسات تمتلك القدرات المالية لجذب الخبراء فى الرسالة الإعلامية، لتقديم رسالة إعلامية قوية ومعلوماتية، وتشبع رغبات الجمهور والتى أبسطها الإجابة على التساؤلات (من، ومتى، وأين، ولماذا، وماذا وكيف) ولكن نجد الرسالة فى الغالب مشوهة عبارة عن دعاية فقط، حتى لا تساهم فى توضيح رسالة المؤسسة، وبناء جسور الثقة بين المجتمع والقارئ.
فما السبب؟ السبب يرجع فى الغالب إلى أن هذه الإدارة المختصة باتصالات المؤسسة أو العلاقات العامة أو الإعلام، لا ينظر إليها من حيث التدريب، ولا من حيث جذب الخبرات المختصة الإعلامية والصحفية، وغالباً ما تكون إدارة للمجاملات والترضية، للأقارب والأحباب، والأهل والأصحاب.
فما العلاج؟ العلاج بالتدريب، والاعتماد على أهل الخبرة، وتطعيم هذه الإدارات بالصحفيين والإعلاميين، وفهم رسالة المؤسسة جيداً، وعقد اللقاءات المستمرة بين جميع أفراد هذه الإدارة وبين قيادات المؤسسة، لفهم رؤية المؤسسة، وكتابة رؤية المؤسسة بشكل واضح على الحائط أمام الجميع حتى يعمل الجميع على تنفيذ هذه الرؤية.
ويجب أن تتضمن الرسالة الإعلامية، الإجابة عن الاستفهامات الستة، ويجب أن تتضمن الحدثية بمعنى فى وقت حدوث الحدث، لا أن تصل إلى الإعلام بعد أسبوع وأحياناً بعد أسابيع، وأن تكون جاذبة لاهتمامات الجمهور، وتتضمن معلومات تمس احتياجات الجمهور، ولا مانع من صياغتها بشكل إنسانى، وغيرها من الاشتراطات التى يجب أن تكون فى الرسالة الإعلامية قبل إرسالها إلى وسائل الإعلام المختلفة.
الدكتور محمد عادل