رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

.... وتعلمت أيضا أنه من الممكن أن يهون أمرى على الناس، وهذا يعذبنى، ولكن أقصى درجات العذاب أن يهون أمرى على نفسى .. وقد عرفت فيما بعد معنى الهوان. أن يهون الانسان على غيره وعلى نفسه بعد نكسة 1967م  فتلك محنة مصرية عربية إنسانية كبرى!.

وردت تلك الكلمات على لسان رجل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات  - رحمه الله - فى مذكراته. وقد وقعت عيناى عليها وأنا أفتش بين السطور، فى الذكرى الـ 45 لانتصارات اكتوبر المجيدة التى حلت علينا هذا الأسبوع، ولن أخفى عليكم ... فلا أدرى عن ماذا كنت أفتش تحديدا؟!. ولكنها حالة دائما ما تصاحبنى فى هذا التوقيت من كل عام، أو على الأحرى غالبا ما يحدث ذلك مع أحداث وذكريات بعينها، حيث أجدنى فى محاولة جادة من البحث والتفتيش ، ولكن بحث عن ماذا؟؟؟!.

ربما أبحث عن معنى جديد مثلا من الماضى يعيننى على الاستمرار فى رحلة الكفاح فى الحياة للحاضر والمستقبل ... ربما... فالتاريخ ملىء دائما بالعبر والدروس. وذكرى 6 أكتوبر تحديدا لحظة فريدة جدا فى ثوب التاريخ، لحظة تعلمنا الكثير، ولعلها بالفعل (لحظة توحد مؤسسى تاريخية، اندمج فيها العمل العسكرى والاستخباراتى والدبلوماسى فى منظومة متقنة ارتكزت على قاعدة تماسك شعبى أسطورى حملت على عاتقها إعادة بناء القوات المسلحة وإعادة بناء الارادة وهزيمة الانهزام.) وذلك كما وصفها أستاذى العزيز والكبير فى عالم الصحافة قيمة ومقاما عمرو الخياط فى مقاله بجريدة أخبار اليوم بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر العظيم.

وأعود معكم لكلماتى التى بدأت بها مقالى اليوم على لسان البطل العظيم الرئيس محمد أنور السادات،وأضعها بجوار وصف الاستاذ عمرو الخياط لذكرى 6 أكتوبر 1973م،  فأخرج بمعنى هام جدا لا تستقيم بغيابه الحياة الشخصية لأى منا,، ولا كذلك حياة الأوطان، فالسادات يعلمنا ببساطة ما يلخصه لنا المثل الشعبى « ما حك جلدك الا ظفرك » حيث إنه من الطبيعى أن نحزن عندما نشعر بأن الآخرين تخلوا عنا  ولكن الحزن الاكبر هو عندما نتخلى نحن عن أنفسنا! نتخلى عن أحلامنا، عن طموحنا، نتعامل مع الحياة بروح انهزامية ، بسلبية , ..... نستسلم ونترك ساحة المعركة.

 فمهما يكن لابد أن تكون  متوحدا مع ذاتك ، صلبا قويا ولا تسلم لمحن الحياة التى لا تنتهى.

ونخرج من الشخصى للعام، لنجد أنه لا نصر يتحقق دون أن تتحد وتتوحد  كافة أو معظم الطاقات و المؤسسات والاطياف ، فلولا توحد إرادة شعب مصر العظيم مع  إرادة جيشه - صاحب العقيدة العسكرية الوطنية الشريفة بالنصر أو الموت فداء للوطن - ما ذقنا حلاوة النصر وهزمنا الانهزام.

ولعل أبرز معنى كان قد طفا وطغى على ذهنى هذا العام هو: قيمة النصر على الذات وتلك كانت روح أكتوبر ، وهى الروح التى يجب أن نبحث عنها ونستعيدها و نربى أولادنا عليها.