رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

منذ فترة، وأنا أتابع حركة المحافظين.. وأتابع نشاط كثير منهم.. وأبديت إعجابى بمحافظى القاهرة والجيزة.. فبالتأكيد يعرفان ضخامة المسئولية فى محافظات مركزية، عليها العين من الدولة والإعلام.. لكن لفت انتباهى أداء اثنين آخرين.. الأول كمال شاروبيم محافظ الدقهلية.. الثانية منال عوض محافظ دمياط.. يتصرفان بثقة كبيرة، ويفهمان «حدود» وظيفة المحافظ!

منذ أيام دخل «شاروبيم» فى مشكلة مع نواب المحافظة.. لا أتمنى أن يدخل فى مشاكل مع النواب.. وأصر على موقفه ولم يرتعد.. قال إنه يرحب بهم فى مكتبه..  طلب فرصة لإدارة العمل بعيدًا عن ضغط النواب.. وجهة نظر تحترم.. بدأت أتابع كيف يتصرف؟.. كان يتفقد الشوارع بلا موكب وسارينة ومرور، واستقل تاكسى، «استغله» السائق فسلمه للمرور!

وأتوقف هنا عند تصرف المحافظ.. وأحييه على موقفه وطريقته.. لابد أن يشعر كل سائق تاكسى أن «البعبع» سوف يخرج له فى أى حارة.. ولابد أن يعرف التاجر أن «البعبع» تحت الترابيزة.. يرتدى ملابس لا توحى بالثراء أو الوظيفة.. يشترى كمواطن عادى.. ويستقل تاكسى بلا حراسة.. وهنا ينضبط السوق.. وهنا سوف يفتش «الحرامية» فى ملابسهم الشخصية!

وكنتُ قد اقترحتُ على المحافظين أن يفعلوا ذلك منذ بداية عملهم.. وقلتُ ساعتها إن الشارع لا يعرف معظم المحافظين لأنهم مستجدون من ناحية، ولأنهم غير معروفين إعلامياً من ناحية أخرى.. ولأنهم ليست لهم سابقة عمل من قبل.. وكانت الفكرة أن نصل إلى هذه النتيجة.. المحافظ يعرف بنفسه.. ويراقب ويحاسب.. وكانت الغاية هى انضباط الشارع والأسواق!

وبالتأكيد لا أريد أن أطارد التجار وسائقى الميكروباص والتاكسى فقط، وإنما أريد أن يفعل ذلك فى المدارس ومجالس المدن والمراكز ويذهب إلى المستشفيات ووسائر الإدارات الخدمية بالمحافظة.. ربما يجدهم قد وقعوا فى الدفاتر ثم غادروا.. ولا أريده أن يفعل ذلك مرة والسلام، ولكن أن يحدث ذلك دون إبلاغ أو ترتيب.. ولتكن الزيارات «مفاجئة» بمعنى الكلمة فعلاً!

فهل يعلم السادة المحافظون أن رؤساء الأحياء يضربون زياراتهم بإبلاغ كل المخالفين عن طريق مكاتبهم؟.. هل يعرفون أن أمناء الشرطة يكشفون الحملة لأصحاب المقاهى والتجار، فينتشر الخبر بسرعة الصاروخ؟.. الحل أن يخرج المحافظ متخفياً بلا عيون وبلا خطة وبلا ترتيب.. وإذا حدث فليغير مساره.. ويكون موكب مفاجآت لا يعرف مساره مكتب المحافظ نفسه!

باختصار، التسعيرة والبنديرة أصبحت من الماضى للأسف.. ولذلك أحيى المحافظ كمال شاروبيم.. وأتمنى أن يحذو المحافظون حذوه، خاصة فى القاهرة والجيزة.. فهل تعلم أن فى مكتب المحافظ نفسه عيوناً للتجار وأصحاب المقاهى والإشغالات؟.. سيادة المحافظ غيّر عتبة مكتبك!