رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

بعيدًا عن الكلمات التى تخرج منا فرحًا وسرورًا بما تم إنجازه فى حرب أكتوبر المجيدة ولكنى رأيت أنه لابد أن نعطي للعالم فرصة لكي تتسع صدورنا لكى نسمع ما قاله عن هذه الملحمة الكبرى . فنجد مراسل رويتر – فى اليوم الثالث للحرب يقول إنه بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات و مدافع و عربات إسرائيلية ، كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة و غسيلا مصريا على خط بارليف . وعلى جانب آخر  يقول كان مبالغة فى الوهم فعلا من الجانب الاسرائيلى أن يصدق أن الدول العربية ستبقى مستسلمة إلى الأبد حيال احتلال أراضيها، و مهما تكن نتيجة المعارك فإن العرب أحرزوا انتصارا و قضوا على الصورة السائدة عنهم والمتحدث هي صحيفة لوموند الفرنسية.

وآخر يقول: أسفرت الجولة الرابعة عن كارثة كاملة بالنسبة لإسرائيل فنتائج المعارك و الانعكاسات التى بدأت تظهر عنها فى إسرائيل تؤكد أهمية الانتصارات التى أنهت الشعور بالتفوق الإسرائيلى وجيشها الذى لا يقهر و أكدت كفاءة المقاتل العربى و تصميمه و فاعلية السلاح الذى فى يده وهذا اعتراف من جورج ليزلى – رئيس المنظمة اليهودية فى ستراسبورج – يوم 29 أكتوبر 1973 .

وهناك الكاتب جان كلود جيبوه في كتابه الأيام المؤلفة فى إسرائيل يقول: كل شيء من أوربا إلى أمريكا ومن آسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته التى كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران، إلا أن هذا الانقلاب المروع فيما يتعلق بإسرائيل قد اتخذ شكل الزلزال المدمر. ذلك أن الحرب التي عصفت بها كانت قاسية عليها فى ميادين القتال ثم كانت أشد من ذلك دمارًا على الناس هناك فقد شهدوا مصرع حلم كبير تهاوى ورأوا بعد ذلك صورة معينة من إسرائيل وهي تزول إلى الأبد . فهناك القوات الجوية المصرية قد ظهرت على مستوى عالٍ بصورة لم تكن متوقعة على الإطلاق، حيث أظهر الطيارون المصريون أنهم لا يفتقرون إلى الجسارة والإقدام. كما أظهرت الأطقم الأرضية العربية قدرتها العالية على تشغيل وإدارة أسراب طيران حديثة مثل « الميج21» تحت ظروف القتال الصعبة. دور ميدلتون الخبير العسكري . الأمر المؤكد أن الجيش الأسرائيلى قد أخفق، فلا يزال المصريون يدفعون قواتهم و معداتهم عبر الجسور الأحد عشر التى أقاموها و التى لم تستطع الطائرات الاسرائيلية تدمير أى منها.

إن الأمر الواضح للجيش الإسرائيلى هو زيادة تصميم الجنود المصريين وقتالهم الشرس من أجل استرداد أراضيهم، ثم المغزى العميق الذى تنطوى عليه قدرتهم المتزايدة و كفاءتهم الملحوظة فى إدارة شبكة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات. وهذا ما رآه  هنرى ستانهوب – المراسل العسكرى لصحيفة التايمز – 14 / 10 / 1973 .

 ونذهب للجانب الاخر من صحيفة التايمز البريطانية التى قالت إن العرب حققوا الانتصار و برهنوا على أن قواتهم تستطيع أن تقاتل و أن تستخدم الأسلحة المعقدة بنجاح كبير كما أن القادة العرب أثبتوا أنهم يقودون ببراعة .

كما صرح مراسل وكالة فى تل أبيب ايضا وقال إن القوات المسلحة المصرية قد أمسكت بالقيادة الاسرائيلية و هي عارية، الامر الذى لم تستطع إزاءه القيادة الاسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد ثلاثة أيام . إن الدروس المستفادة من حرب بأكتوبر تتعلق بالرجال و قدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها. فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية و مهارة القادة و الضباط الذين تدربوا و قاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر رغم أنها تمت تحت بصره و تكملة لهذا أظهر الجنود روحًا معنوية عالية فى عداد المستحيل ومن الجانب الآخر لدى القوات الإسرائيلية.