عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

لم يكن انتصار العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، على العدو الصهيونى، ضربة حظ أو وليد صدفة.. بل سبقته عوامل كثيرة، كان أهمها إعادة الثقة للشعب فى نفسه.. وللجيش فى قدرته على تحقيق الانتصار على عدو أشاع عن نفسه بأنه لا يقهر.. فلا يمكن لمنصف أن يلغى حرب الاستنزاف التى استهدفت العدو الصهيونى فى عهد ناصر، والتى بدأت فى أعقاب أبشع هزيمة ونكسة مرت بها مصر.. وضاعت سيناء فى ستة أيام.. كانت هناك إعادة لهيكلة الجيش المصرى والدفع بحملة المؤهلات العليا والمتوسطة إلى الصفوف الأولى.. ففى أقل وقت اختصرت مدة التدريب نظراً لاختيار نوعية المجند.. ورفع الروح المعنوية والقتالية لأفراد الجيش.. وبناء سلاح الصواريخ، وإنهاء دولة مراكز القوى التى بدأت فى أعقاب الهزيمة.. والضربة القوية التى وجهها لها السادات وبدء الإفراج عن المعتقلين الذين اكتظت بهم سجون الخمسينيات والستينيات من كل الاتجاهات.. وقيام أنور السادات بإنهاء دولة التجسس، والتى كان لها أكبر الأثر فى ترسيخ شرعية حكمه بحرق التسجيلات وهدم جزء من دولة السجون لإحلال دولة القانون.. كرسالة مضمونها بدء انتزاع الخوف من قلب الشعب تجاه قبضة العسكر الحديدية.. وإعادة الاعتبار لقادة الجيوش الذين اعتقلوا واستبعدوا فى أعقاب 67.. لأنه وثق بأن التضحية بهم كانت لامتصاص غضب الشعب فى أعقاب هزيمة لم يكونوا هم أصحابها.. كان الأهم من كل هذه الاستعدادات العسكرية وقوف الجبهة الداخلية صفًا واحدًا وتأمينها.. نعم أعاد السادات للقانون احترامه.. وقدر للمصرى آدميته وحقه.. وتخلص من قيود الديكتاتورية وذيولها.. وقرب كل من أراد المشاركة فى إنهاء آثار العدوان الصهيونى وتحرير الوطن.. واستخدم حيل وخدع الاستعداد للحرب.. ونسق مع دول الجبهة والدول العربية وعلى رأسها السعودية فأصبحت مصر مهيأة.. شعب يمتلك حرية وكرامة.. وجيش يمتلك العدد والعدة وجبهة داخلية من المستحيل اختراقها وتخطيطاً واستعداداً وقراراً وتنفيذاً.. فكان النصر بإرادة الله تحت صيحة الله أكبر.. وكان العبور لقناة حفرت بدماء المصريين.. وتحطيم أكبر وأطول حاجز فى تاريخ الحروب قديمها وحديثها.. فانهار خط بارليف أمام وحدة وطن وكرامة شعب وقوة جيش.. ورفرف علم العزة والكرامة، ليمحو آثار الذل والهزيمة وتحرير الأرض.. وعندما أراد السادات أن يخاطب شعبه، كان فى قمة العبقرية عندما ذهب إلى البرلمان المعنى بتمثيل الأمة، فكان خطابه الشهير من مجلس الأمة احترامًا لدولة المؤسسات والقانون، كما يحدث فى أى دولة تحترم شعبها ومؤسسات الحكم.. عندما ارتفع العلم على أرض سيناء لم يكن فقط عنوانًا لمحو العار والهزيمة.. بل كان عنوانًا على الانتصار على الاستبداد والديكتاتورية.. وسبحان الله كان انتصارًا لإعادة الاعتبار لجيش من ضباط وصف وجنود انتصر عندما رد اعتبار قادته ومنحوا حرية تقدير الموقف.. فالمجندون الذين عاصروا هزيمة 67 هم أيضًا من استمروا فى الخدمة حتى انتصار العاشر من رمضان اكتوبر 73.. والقادة الذين أودعوهم السجون والزنازين، واتخذوا منهم كبش فداء هم من قادوا الجيوش لعبور القناة وتحطيم خط بارليف.. وكان أبرزهم الفريق يوسف عفيفى ورفاقه.. انتصار العاشر من رمضان لم يكن انتصارًا عسكريًا فقط بل كان انتصارًا على دولة القهر والديكتاتورية والتنصت والاعتقال والظلم.. وكان انتصارًا لدولة الحرية والعزة والكرامة ودولة المؤسسات.. إن الاستبداد الذى خيم على الخمسينيات والستينيات وغياب دولة المؤسسات.. هو الذى أدى إلى هزيمة 67 رغم حركة التصنيع والمشروعات العملاقة فى عهد ناصر.