رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

 

 

«لقد عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجيء بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هامتها عزيزة صواريها وقد تكون مخضبة بالدماء ولكننا احتفظنا برؤوسنا عالية فى السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة»، هكذا قالها الزعيم الراحل محمد أنور السادات بعد نصر حرب أكتوبر المجيدة، وجاء اليوم الذى حافظ الجيل الجديد على أعلام جيل النصر مرتفعة هامتها، عزيزة صواريها، صدقت يا بطل النصر، وستبقى رؤوسكم عالية فى السماء، طالما أن أجيالكم من خير أجناد الأرض ما زالوا يضحون بأنفسهم من أجل بقاء هذا الوطن، والحفاظ على كل شبر من تراب هذا البلد العظيم.

كنت أتمنى أن أكتب هذا اليوم عن صباح النصر العظيم فى ذكرى انتصارات عودة الأرض والكرامة، ولكن تنفيذاً لوعدى فى مقالى السابق، لزميلى المتعب بأخذ فنجان قهوة آخر وليس أخيرًا، لنكمل حديثنا عن ما هو رجل الدولة وكيفية بناء الوطن، وكيف تم الحفاظ على المواطنة التى تعتبر من أهم مقومات قوى الدولة الشاملة، وكيف وقفت الكنيسة المصرية بجانب خطة الرئيس فى حماية هذا الوطن من التدخل الخارجى، بعد مسلسل حرق الكنائس، عندما قال البابا «وطن بلا كنائس..أفضل من كنائس بلا وطن» ليخرج الرئيس فى زيارته للكاتدرائية ليقول للعالم هذا هو شعب مصر، ويأتى بابا الفاتيكان ليصلى بالعالم «القداس» فى طمأنينة وأمان ليقول هو الآخر للعالم هذه هى مصر.

«صديقى العزيز المتعب»، هل عرفت كيف تم الحفاظ على هذا الوطن الذين أرادوه ربيعًا آخر كما فعلوا فى سوريا والعراق وليبيا، سأذكرك اليوم بموقف آخر كان بمثابة كارثة على أمننا القومى بل «ووجودنا»، وما لم يكن لدينا «رجل دولة» ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لكانت الدولة فى مهب التقسيم، وذلك عندما قامت فرنسا بإعداد مشروع  قرار لمجلس الأمن للتدخل فى مصر فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيه وحرق الكنائس، بدعوى حماية الأقباط والديمقراطية، ووقف الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين طيب الله ثراه، وقفة الشقيق الأكبر وأرسل على الفور وزير خارجيته إلى فرنسا لوقف المؤامرة، وتم وأد التآمر الدولى الذى قادته فرنسا، ووقف الملك عبدالله ليؤكد أن أمن مصر من أمن السعودية، وأن المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية، كما دعا الراحل إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر المانحين لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الاقصادية، وقال: إن المساس بمصر يعد مساسًا بالإسلام والعروبة، وهو فى الوقت ذاته مساس بالمملكة العربية السعودية، وهو مبدأ لا نقبل المساومة عليه أو النقاش حوله تحت أى ظرف كان.

«صديقى العزيز» هذه إجابتى حول سؤالك قبل تناول القهوة حول كيفية أن تكون رجل دولة وتبنى وطنًا وتحافظ على كيان دولة هى مطمع لكل الغزاة على مر التاريخ، فهل مازلت صديقى تستغرب قيام الرئيس بالتوجه إلى طائرة الملك عبدالله وتقبيل رأسه، إنه نوع من رد الجميل لا يعرفه إلا رجال أوفياء لوطنهم، تعلموا من الذين استلموا منهم الرايات شامخة، أن الوفاء هو سمة خير أجناد الأرض، فهل تتذكر عندما وقف الرئيس السادات أمام العالم ليستقبل شاه إيران وأسرته، بعد أن رفضت مطارات العالم استقباله بعد ثورة الخمينى، وبكى الشاه على سلم الطائرة من وفاء السادات الذى لم ينس وقوفه معه فى حرب أكتوبر المجيدة بعد أن أرسل ناقلات البترول إلينا، وتم علاج الشاه فى مصر وإكرام أسرته، وتوفى الرجل وأقيمت له جنازة عسكرية ودفن فى مقابر الرفاعى بجوار مقابر الأسرة العلوية، هذا الوفاء يا صديقى لرجال تربوا على حمل الأمانة والحفاظ على تراب الوطن الغالى، وإلى فنجان قهوة آخر يا صديقى العزيز.