رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى مثل هذا اليوم من 45 عاما حقق الشعب والجيش المصرى انتصارا على العدو الإسرائيلى.. هذا اليوم الذى عشته وشاهدت ردود فعل المصريين فى مدينة الأقصر عندما أعلن المذيع البيان الأول وكيف ابتهج المصريون وفرحوا ثم تحولوا إلى خلية نحل الكل توجه لتقديم الدعم والمساندة لقواته ودولته.

يومها كنت أشترى الخبز من المخبز فى مدينة الأقصر وكنت أقف فى الطابور منتظرا دورى والراديو وهو الوسيلة الأكثر شيوعا لمعرفة الأخبار معلق فوق صاحب المخبز، وفى هذه الأثناء تمت إذاعة البيان الأول الإعلان عن عبور قواتنا المسلحة قناة السويس وتدمير خط بارليف ولم أدر ماذا يحدث الكل يهتف الله أكبر مع صيحات الفرح تنطلق ووجدت نفسى أقف وحيدا فى الطابور الكل ترك شراء العيش وذهب للبحث عن آلية للمشاركة فى هذا الانتصار.

وجدت الناس تقوم بحملات لجمع تبرعات مادية وعينية وحملات التبرع بالدم تنطلق وميكروفونات المساجد تدعو الجميع للتبرع بالدم، وعاشت مصر فى أيام النصر كأنها خلية نحل الكل يعمل والكل يتطوع حتى الأطفال ذهبوا للتبرع بالدم واجتمعت فرق الكشافة مطالبين بالاشتراك فى المعارك.

تخيل أن طوال فترة الحرب لم تسجل مدينة مثل الأقصر أى حادث أو جريمة الكل نسى خلافاته وتفرغ للبحث عن آلية لدعم القوات المسلحة المصرية التى كانت وما زالت مصدر فخر لنا.

وكنت أسمع مصطلح روح أكتوبر وهو المصطلح الذى عرفت معناه بعد مرور السنين وعرفت قيمة استعادة هذه الروح التى تقوم على العمل والأخلاق والترابط المجتمعى، ففى أيام الحرب وما تلاها كان الشعب المصرى خلية عمل، وكان نموذجاً للأخلاق والتراحم والتلاحم الكل نسى خلافاته الشخصية ونسى عداواته حتى عداوة الدماء.

هذه الروح التى استعدنا جزءاً منها فى الأيام الثمانية عشر عقب ثورة يناير لكن سرعان ما عدنا إلى أسوأ ما فينا وعاد قطاعين الطرق واللصوص وظهر الفساد ببجاحة لا مثيل لها دون أى اعتبار للقانون وعادت عادة الحكومة فى الاعتماد على المنافقين والموالين ووضعه فى مراكز صنع القرار فأصاب اليأس الملايين من الشباب.

ففى مثل هذا اليوم التاريخى نحتاج إلى استعادة روح أكتوبر .. نجعلها هى الأصل وليست استثناء نجعلها هى الهادى لنا فى كل تصرفاتنا وعلى الحكومة أن تكون قدوة فى هذا بأن يتم اختبار الأكفأ لأى منصب عام حتى وإن اختلف فى الفكر معها وليس للمولاة الذين لا هم لهم إلا الفساد والنفاق.

نريد من الحكومة أن تعيد صياغة خطتها لتعميق ثقافة الأفضل هو الذى يجب أن يتقدم الصفوف، وأن نعيد صياغة المنظومة الأخلاقية التى تقوم على تطبيق سيادة القانون والعمل أساس الترقى والصعود واحترام الرأى الآخر والحقوق والحريات فهى أسس للإسراع باستعادة هذه روح أكتوبر.

فالقوات المسلحة هى النموذج فى الانضباط والضبط والربط وكل فرد فيها يعرف دوره ويؤديه وفق ما هو محدد له، ونحن نريد أن نكون مجتمعاً مثل كل مجتمعات الدنيا منضبطاً فى عمله يؤدى كل فرد دوره وفق النظام الموجود فيه لا يوجد فيه تكاسل أو تخاذل فهى جريمة فى كل مكان إلا فى مصر.

فروح أكتوبر تعنى للأجيال التى عاشت هذه الأيام المجيدة هى العمل ثم الأخلاق والمبادرة لدعم الغير ونحن الآن ما أحوج إلى استعادتها حتى نحقق انتصارا كبيرا على الفهلوة والنفاق والفساد ونعيد أخلاق المصريين التى ظهرت مع أيام النصر.. فهذه هى الروشتة لاستعادة هذه الروح المفقودة.