عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

 

على الرغم من أن الجيش المصرى يُعد أعرق جيش فى العالم باعتباره أول جيش نظامى عرفه التاريخ ورغم ما سطره من مفاخر وأمجاد فى ساحات القتال على مر العصور، فإن الفرصة لم تتح له فى الزمن الأخير لإثبات مدى عظمته وشجاعته ومعدنه الأصيل وإظهار روعة أدائه وبسالته، إلا حين تحقق ذلك لأول مرة فى حرب 10 رمضان عام 1393 هـ 6 أكتوبر 1973م، ورغم الجهود العربية والدولية التى بُـذلت لتسوية النزاع العربى الإسرائيلى، فإن إسرائيل رفضت فى عناد وإصرار أية تسوية سلمية، كما رفضت الالتزام بقرار مجلس الأمن الصادر فى 22 نوفمبر 1967 والذى ينص على الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى العربية المحتلة فى حرب يونيو 1967، فقد كانت على يقين من عجز العرب عسكرياً عن التحرك ضدها، وكانت على ثقة تامة بعدم مقدرة مصر وهى الجبهة العربية الرئيسية من جبهات دول المواجهة، على القيام بأى هجوم موطئ قدم على ضفتها الشرقية، سوف تقضى عليها قواتها فى ساعات معدودة، كما رسخ فى أذهان قادتها استحالة تنسيق أى هجوم عربى ضدها على أكثر من جبهة بسبب عدم مقدرة القيادات العسكرية العربية على التخطيط، وضعف شأن القوات العربية وعجزها عن مواجهة جيش إسرائيل الذى لا يـُقهر، ونتيجة لهذا الغرور القاتل، فقد كان القادة الإسرائيليون يهيبون بأنفسهم بأنهم يملكون التفوق التام وأنه ليس أمام العرب سوى الاستسلام لشروط إسرائيل والسكوت المطلق على المطالبة بأراضيهم التى احتلها فى حرب يونيو 67، ولكن مصر على خلاف ما كانت تتوقع اسرائيل لم تستسلم لليأس، ولم يكن هناك مصرى واحد يقبل أن يبقى جزء من تراب الوطن وهو سيناء خاضعا للاحتلال الإسرائيلى البغيض وبدأت مصر على الفور فى إعادة بناء قواتها المسلحة بمعاونة الاتحاد السوفيتى الذى أمدها بالاسلحة والمعدات عوضا عما فقدته فى حرب 67 فضلاً عن إمدادها بالخبراء والمستشارين السوفييت، وعندما بدأت الحرب فى الساعة الثانية ظهراً يوم 6 أكتوبر 1973 كانت إسرائيل لا تزال تبدو أمام العالم كقلعة عسكرية منيعة لا يمكن اقتحامها، ووصل الغرور بالإسرائيليين إلى الاعتقاد بأن هذه الحرب ما هى إلا اليوم السابع من حرب الأيام الستة السابقة، ومن قاعة دار «سوكولوف» التى شهدت المؤتمرات الصحفية الخاصة بأنباء الانتصارات الإسرائيلية الباهرة فى حرب يونيو 67، أعلن موشى ديان، وزير الدفاع، مساء 6 أكتوبر فى مؤتمر صحفى «سوف يدحر جيش الدفاع الإسرائيلى المصريين بضربة شديدة فى سيناء»، وسوف ينتهى القتال بانتصارنا فى الأيام المقبلة، ولكن هذه الأوهام الإسرائيلية لم تلبث أن تبددت منذ الساعات الأولى من القتال فقد نجحت القوات المصرية فى اقتحام قناة السويس واجتياح حصون خط بارليف وبدأت فى إنشاء منطقة من رؤوس الكبارى على الضفة الشرقية للقناة، كما تمكنت من تدمير جميع ألوية المدرعات الإسرائيلية تدميراً كاملاً، وهكذا انهارت نظرية الأمن الإسرائيلى بكل أسسها ومقوماتها وتقوّضت سمعة الجيش الإسرائيلى الذى ذاعت شهرته فى الآفاق بأنه الجيش الذى لا يُقهر وأصيب الشعب الإسرائيلى بصدمة عنيفة وصفها بعض المحللين العسكريين بالعبارة الشهيرة لما حدث لهم وقال «زلزال فى إسرائيل»، على الرغم من مرور أعوام كثيرة على حرب أكتوبر إلا أننا لا نزال نشعر بمذاق وحلاوة الانتصار.. أما الذى ضاع منا على امتداد هذه السنوات الطويلة فهو المعنى.. معنى انتصارنا على أنفسنا.. وهذا ما نحتاج أن نبحث عنه ونستعيده.. ولهذا كان من الضرورى أن تسترد مصر أرضها بالقوة وإيماناً بأن «ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة». وهذه العبارة هى الدافع الرئيسى الذى توج الكفاح المصرى والعربى ضد العدو الصهيونى فى كل الحروب التى خضناها لاسترداد حقنا وللحفاظ على أوطاننا.