رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يحظ رئيس بكل هذا العداء من صاحبة الجلالة الصحافة مثلما حظى دونالد ترامب، فالعداء والكره بينهما متبادل منذ أعلن ترشحه للرئاسة الأمريكية، هذا العداء الذى وصل الى حد أن مصلحة الضرائبِ فى نيويورك فتحت تحقيقاً عقب كشف صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، وثائق تقول إنّ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تلقّى من والديه على مدى عقود، أموالاً تساوى قيمتها 400 مليون دولار، قسم منها عبر التهرّب الضريبى، وخاصة أن الصحيفة استشهدت بأكثر من مئتى إقرار ضريبى حصلت عليها، وأظهرت بالسجلات والمقابلات أن ترامب ساعد والده فى الحصول على تخفيضات ضريبية غير ملائمة وقيمتها ملايين الدولارات، كما ساعد فى صياغة استراتيجية لتقليل قيمة ممتلكات والديه العقارية بمئات الملايين من الدولارات على الإقرارات الضريبية. وهذا بالطبع عكس ما عمد ترامب إلى تأكيده دائماً بأنه «صنعَ نفسه بنفسه»، وبأن ما حصل عليه من والده كان قرضاً سدّده له لاحقاً. أما صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فلا توجد مناسبة ألا وهاجمت تصرفات ترامب وكان على رأسها عندما نشرت حملة أكدت فيها أن ترامب تحدى مستشاريه فى التعامل مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، فرغم أن المساعدين قدموا لترامب 100 صفحة من الإحاطات التى كانت تهدف إلى تبنى موقف صارم إزاء بوتين، لكن الرئيس تجاهل أغلب ما جاء فيها، وقرر التعامل مع القمة على طريقته، ووقف على بعد قدم واحدة فقط من بوتين، رئيس دولة هى واحدة من أكبر أعداء أمريكا الجيوسياسيين، بل إن ترامب ظهر على أنه يثق بعميل سابق فى الكى جى بى (المخابرات الروسية) أكثر من الاستخبارات الأمريكية، والطريف أن ترامب نفسه غرد على حسابه قبل ساعات من الاجتماع أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا كانت فقيرة للغاية بسبب حماقة وغباء أمريكا. بل وحذف ترامب من جدول أعماله المختار أى موضوع يتسم بالتحدى، مثل أوكرانيا، أو الدليل على تدخل وكالات الاستخبارات الروسية فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. هذا ما دفع مؤسسة صحفية أمريكية وعالمية فى تضامن غير مسبوق للدفاع عن حرية الصحافة، فشنت نحو٣٥٠ حملة من المقالات «الافتتاحية» على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى طالما وصف هذه الصحف بأنها «عدوة الشعب». وطالبت المقالات الافتتاحية باستقلال وسائل الإعلام، بينما تم تدشين هاشتاج «# لسنا أعداء أحد»، على مواقع التواصل الاجتماعى، مؤكدين أن عظمة أمريكا تعتمد على دور الصحافة الحرة فى قول الحقيقة لأصحاب النفوذ، ووصم الصحافة بأنها عدو الشعب هو أمر غير أمريكى ويشكل خطراً على الميثاق المدنى الذى يشاركون فيه منذ أكثر من قرنين من الزمان. ولكن أكثر ما أصاب ترامب فى مقتل ما فعله به أكثر الصحفيين التحقيقيين شهرة فى العالم بوب وودوارد صاحب الخبطة الصحفية المدوية المعروفة بـ«ووتر جيت» والتى دفعت بنيكسون إلى الاستقالة. والذى كتب كتابا عن ترامب بعنوان «الخوف»، حيث أكد أن «خوف» ترامب تحول إلى بارانويا وخاصة أن رهانه على حصان «المؤامرات» الجامح فى الخطاب الانتخابى له سينقلب به حتما على غرار فرسان «الريو» إحدى رياضات الكاوبوى «رعاة البقر» الأكثر شهرة، لتطلبها فروسية من نوع خاص حتى يتمكن الفارس «المغامر» من ترويض الثيران والخيول الجامحة!، وخطورة الأمر أن «المجهول المستتر» هو المحرك الأساسى فى أى نظرية مؤامرة وهو فى الوقت ذاته «الشبح» الذى يحوّل الخوف من ردة فعل طبيعية منطقية على مصدر خطر تكون مؤقتة وتنتهى بعيد انتهاء مصدر الخطر، إلى خوف مرضى، وحفل كتاب «الخوف» بتسريبات أصابت الرئيس فى الصميم، ليس فى صميم دائرته السياسية الضيقة وإنما حتى فى دائرة الأسرة الضيقة، فلقد طال الأمر الحديث عن جيرارد كوشنير وزوجته إيفانكا ترامب ابنة ترامب الأثيرة والعلاقة بينهما وبين زوجته ميلانيا التى وصفت من يقفون وراء التآمر على زوجها بأنهم بمثابة «مخربين للبلاد» وليسوا معارضين للرئيس. وكأن الأمور بعد سلسلة تسريبات وشائعات نجمتى الإغراء والتعرى تحتمل مزيدا من الهزات لحياة ترامب ولأسرته ولأركان إدارته. وبالطبع سارع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى وصف الكتاب بأنه محض «خيال» وليس عملاً صحفياً. وفى النهاية ما زالت الحرب دائرة بين الصحافة وترامب، فلمن ستكون الكلمة الأخيرة؟