عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

بداية جيدة لمجلس النواب في دور الانعقاد قبل الأخير للفصل التشريعي الأول، ولم أقل الانعقاد الرابع لأذكر بالانتخابات البرلمانية الجديدة التي ستجرى عام 2020 والاستعداد مطلوب لها من الآن، والبداية الموفقة لمجلس النواب هي في انتخاب مائة قيادة برلمانية تشكل هيئات مكاتب 25 لجنة وعلى رأس كل لجنة رئيس ووكيلان وأمين للسر في يوم واحد، مما يدل على حالة التوافق التي تتم داخل المجلس والاستقرار الذي يتمتع به والتعاون بين جميع نوابه واضعين مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة اهتماماتهم ومغلبين المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والعمل بروح الفريق لإنجاز ما كلفوا به، وهي مهمة شاقة للغاية، حيث البرلمان هو السلطة التشريعية التي تمثل الشعب وتمارس سلطة التشريع وإقرار السياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة للدولة وتمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ولتأدية هذا الدور يقسم النواب اليمين الدستورية بالحفاظ على النظام الجمهوري وعلى احترام الدستور والقانون ورعاية مصالح الشعب رعاية كاملة والحفاظ علي استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.

أقول قولي هذا وأنا حضرت من موقع المراقب لأعمال مجلس الشعب لمدة 17 سنة كاملة جميع إجراءات تشكيل لجان المجلس، وكانت تتم بطريقة تعيين الموظفين ويعد كشف رؤساء اللجان وباقي هيئات المكاتب في كورنيش النيل بالحزب الوطني ويسلم إلى الأمانة العامة لمجلس الشعب يوم تشكيل لجانه بالحرف الواحد وأصحاب الحظوة والسعادة الذين ترد أسماؤهم لتولي قيادة اللجان هم طبعاً نواب الحزب الوطني الذين حصلوا على الأغلبية الميكانيكية بالطريقة إياها التي كانت تتم في الانتخابات.

لم تشهد هذه الفترة فوز نائب معارض أو مستقل في هيئات مكاتب اللجان طوال العقود الماضية، وكان نواب الحزب الوطني يسيطرون علي كل شيء من رئاسة المجلس حتي العاملين بالأمانة العامة فقد كان البيت بيتهم والمجال هنا لا يتسع للحديث عن مساوئ هذه المرحلة التي لم يكن واضحاً منها النائب من الوزير أو الموظف ولا مجلس الشعب من الحكومة الكل كان واحدًا لخدمة رجل واحد! ولكن أتحدث هنا عن مظاهرة الحب التي شهدها مجلس النواب أمس الأول، بشكل عام واللجنة التشريعية بشكل خاص الدور السادس بمبني اللجان المطل علي شارعي مجلس الوزراء وقصر العيني الذي تقع به اللجنة التشريعية كان يتسع للنواب الذين توافدوا علي مقر اللجنة من أعضاء اللجنة التشريعية الأساسيين والاحتياطيين وعدد كبير من أعضاء اللجنة العليا لتزكية المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيساً للجنة، للمرة الرابعة علي التوالي، هذه السابقة البرلمانية التي تحدث للمرة الأولي هي تتويج وتقدير لجهود المستشار «أبوشقة» المجردة عن أي هدف وتعكس الود والاحترام المتبادل والتفاهم لإعلاء مصلحة الوطن والمواطن والذي صارت عليه اللجنة التشريعية في السنوات الثلاث الماضية التي تولى فيها «أبوشقة» رئاستها.

هذا الإصرار من نواب البرلمان على استمرار «أبوشقة» القيمة والقامة القانونية في إدارة أهم لجنة برلمانية والتي يعتبرها «أبوشقة» عمود الخيمة التي لن تقوم لها قائمة إلا إذا كان العمود صلباً جعله يقبل المهمة رغم ضخامة المسئولية التي أرهقته في الدورات الماضية ولكنه قبلها بتصميم على مواصلة الدور خادماً للوطن والمواطن.

ما حدث في انتخابات اللجنة التشريعية من تكريم للمستشار «أبوشقة» ثم الإبقاء على هيئة المكتب بالكامل وتضم النائبين أحمد حلمي الشريف ونبيل الجمل وكيلين بالتزكية وإيهاب الطماوي، أمينا للسر بالتزكية، وهذا الإجراء النبيل يعكس مدى التماسك والترابط والود والتفاهم الذي يجمع الكل نحو هدف واحد وهو المصلحة العامة.

انتخابات هيئات مكاتب لجان البرلمان والتي أعتبرها المطبخ الذي يعد الوجبات لتناولها في القاعة الرئيسية في شكل تقارير عن مشروعات قوانين ما كانت تتم بهذه الطريقة من التفاهم والإيثار إلا إذا كان وراءها ربان ماهر للسفينة وهو الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب.