رادار
(1)
التاريخ: الأحد 5 أكتوبر 2025م
المكان: حديقة الحيوان بالجيزة
الحدث: معلمان اثنان يرافقان مجموعة من الطلبة فى يوم دراسى جديد، الأول: الأستاذ عبدالودود، والثانى: معلم آلى «روبوت» يطلق عليه الطلبة لقب: مستر إكس.
مستر إكس يتحدث إلى الطلبة.. يحرك رأسه وذراعيه.. يقيّم أداء الطلبة.. يغيّر طريقته فى التعليم بمهارة وكفاءة.. يرصد مشاعرهم.. يقرأ لغة الجسد.. يشعر بانزعاجهم.
تبدو على أحد الطلبة علامات الحزن.. يتدخل مستر إكس يتلمس أسباب حزنه، ليتدخل الأستاذ عبدالودود ليمارس دوره الرئيسى كمعلم مع هذا الطالب، والذى يبدو أنه غرس مجموعة من القيم الإيجابية التى تضمن له ولزملائه العيش بسلام فى عالم متسارع التغيير!.. دورٌ إنسانى لن تتمكن الثورة التعليمية الرابعة المدعومة بأدوات تكنولوجيا «الذكاء الاصطناعى» من أدائه!.
هنا يبرز أيضاً اسم السير أنتونى سيلدون وهو مدير مدرسة بريطانية مرموقة وأحد المتخصصين فى دراسة التاريخ الأوروبى المعاصر، ذلك أنه قد أشار بوضوح فى كتابه الجديد «الثورة التعليمية الرابعة»، إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعى – وليس المعلمين - سوف تتولى عمليات التعليم فى الصفوف المدرسية -إذا كانت هناك مدارس- فى غضون 10 سنوات مقبلة.
(2)
التاريخ: الجمعة 5 أكتوبر 2018م
المكان: سنتر / مدرسة المحترف لدروس التقوية – مدينة القاهرة
الحدث: الأستاذ كامل يقدم شرحاً وافياً لطلبته على طريقة مستر إكس إلا قليلاً.. يصطف الطلبة أمام الأستاذ كامل وهم يتلقون منه المعلومات فى إنصات شديد.. هدف الأستاذ كامل تحقيق الإجابة النموذجية عن أسئلة الامتحان وإحراز العلامة الكاملة.
بين القصتين..
إذا كان اليوم الجمعة الموافق 5 أكتوبر 2018 م يصادف احتفالات عالمية باليوم العالمى للمعلم؛ والجمعة إجازة رسمية فى مدارسنا بالطبع، ويوم عمل مزدحم فى السناتر، فهل تتوقع أن يكون الأحد الموافق 5 أكتوبر 2025م يوماً دراسياً عادياً كما هو معتاد فى مدارسنا اليوم، مع افتراض بقاء المدارس على حالها كفكرة وكمنظومة حتى ذلك التاريخ؟!.
بين القصتين: كل عام وكل معلم فى هذا العالم بخير وسعادة.
نبدأ من الأول..