رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما تنفجر قضية فساد كبرى، وتشير الاتهامات إلى شخصيات نافذة متورطة فى هذا الفساد وعندما يتحرك الوزير المختص ويعلن أن الدولة لا تحمى فاسدًا مهما كان موقعه، وتمر الأيام والأسابيع والشهور وسيادة الوزير يلتزم الصمت، فلا أحد يلوم الجماهير إذا تصورت أن الوزير يتعمد التستر على هذا الفساد، بل وتذهب التفسيرات إلى أبعد من ذلك، فتضيف أن صمت الوزير المختص سببه توجيهات عليا بالتستر على هذا الفساد بالصمت، اعتمادًا على أن الجماهير سرعان ما تنسى أو يشغلها أمر جديد.

الحقيقة أن صمت الوزير المسئول تراه الجماهير اعترافًا بوقائع الفساد التى نشرت تفاصيلها، وأن الجماهير تصل إلى هذه النتيجة، ثم تختزن هذا الحكم فى ذاكرتها، وعندما تثار قضية أخرى من قضايا الفساد تسترجع الجماهير القضايا التى أراد المسئولون أن تنساها الجماهير، ومع تراكم هذه القضايا يستقر فى أعماق الجماهير حكم بالغ القسوة على هذا المسئول، ويعتبرون صمته تسترًا وتشجيعًا للفساد، بل ويرون أن مثل هذا التستر يمثل مشاركة فعلية للفساد.

هذه المعانى كلها طافت بذهنى وأنا أقرأ وقائع وتفاصيل جديدة نشرها الصحفى المجتهد بجريدة فيتو، التى يضيف بها أبعادًا جديدة لفساد الإدارة بمستشفى 57357.

لقد فجر هذا الصحفى المجتهد قضية فساد إدارى خطيرة فى هذه المؤسسة الصحية، وانتفض الكاتب الكبير الأستاذ وحيد حامد وألقى بكل ثقله الأدبى، مناديًا بضرورة التحقيق الجاد والمحايد لمعرفة الحقيقة وتبرئة من تثبت التحقيقات النزيهة براءته وإنزال العقاب الرادع بمن تثبت التحقيقات إدانته، استنفرت إدارة المستشفى بعض الأقلام للدفاع عن تصرفاتها، فلم تزد هذه الأقلام الأمر إلا مزيداً من التأكيد على أن الاتهامات صحيحة لأن الأفلام المدافعة اتجهت إلى التجريح فى أشخاص من فجر هذه الاتهامات ولم تتعرض هذه الأفلام لجوهر الاتهامات.

تابعت الجماهير العريضة هذه القضية باهتمام، وأمام هذا الرأى العام، صرحت الوزيرة المسئولة (وزيرة التضامن) بأنها شكلت لجنة فنية للتحقيق فى هذه الاتهامات وحددت سقفًا زمنيًا (سبعة أيام) تنتهى فيه هذه اللجنة من عملها ويتم نشر نتيجة التحقيق لتطمئن الجماهير أن هذه المؤسسة التى دعمها الشعب بكل قوة بريئة من هذه الاتهامات أو أن هناك من ثبتت إدانته، فلقى الجزاء الرادع إنقاذاً لهذه المؤسسة.

مضى الأسبوع وصرحت الوزيرة بأن التحقيق يتطلب بضعة أيام أخرى ومرت الأيام والأسابيع والتزمت الوزيرة «الصمت».

يا سيادة الوزيرة لا تضعى نفسك فى موضع التهم.. وفى هذا السياق أتذكر حديثًا شريفًا يقول: «من وضع نفسه مواضع التهم، اتهم ولا أجر له».

يا سيادة الوزيرة.. سيظل موضوع 57357 معلقًا فى رقبتك إلى أن تصدر اللجنة التى قلت إنك قمت بتشكيلها تقريرًا مفصلًا ومقنعًا وموثقًا يبرئ الأبرياء ويدين المشاركين فى الفساد.