رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

راحت فين كلمة الشرف.. التى كنا نسمع عنها فى كل تعاملاتنا اليومية.. بين الناس العادية وبين التجار على حد سواء!!

لدرجة أن السينما.. خلدت هذا المعنى فى فيلم خالد شهير.. اسمه "كلمة شرف" بطولة وحش الشاشة فريد شوقى والعملاق فتى الشاشة الأول أحمد مظهر والدنجوان الشهير رشدى أباظة، وكان الفيلم يدور كله حول معنى ومغزى كلمة الشرف!!

فبعد أن علم السجين المتمرد دائم الهروب.. بوفاة حبيبة قلبه.. بكى بمرارة وتوسل لمأمور السجن أن يسمح له بتشييع جثمان زوجته وإلقاء النظرة الأخيرة عليها قبل دفنها، هنا شعر المأمور بصدق الرجل.. وعرض نفسه للفصل من الخدمة لو تم اكتشاف أمر خروج السجين وخرج السجين وألقى النظرة الأخيرة على محبوبته.. وتعرض لعشرات الأهوال.. حتى يعود إلى زنزانته قبل اكتشاف أمر خروجه.. حتى لا يؤذى المأمور الإنسان!!

وأظن كل قاعات السينما كانت تضج بالتصفيق الحاد.. ومفتش الداخلية رشدى أباظة يطلب تحديداً رؤية السجين المتمرد دائم الهروب إبراهيم خليل أو فريد شوقى.. وهنا مات المأمور من هول الكارثة.. لأنه شعر أن مستقبله ضاع.. ظنا منه بأن السجين لم يعد، وفجأة يدخل مفتش الداخلية الزنزانة ليقول للسجين.. إزيك يا إبراهيم.. يا ترى هديت ولا بتفكر فى الهرب تاني!!

هنا التقط المأمور أنفاسه.. وبلع ريقه بعد أن أدرك التزام المجرم العتيد إبراهيم بكلمة الشرف!!

طبعاً أنا هنا لست ناقدا فنيا.. لتقييم عظمة الفيلم.. لكن قصدت أن أذكركم بشىء هام وخطير اسمه «كلمة الشرف».. التزم بها المجرم عتيد الإجرام فى الفيلم.. فما بالكم بالمواطن العادي؟!

كانت ملايين الجنيهات تتداول فى السوق يومياً.. اعتماداً على كلمة الشرف.. لم نكن نرى النصابين والهليبة.. الذين تخصصوا فى النصب على الناس.. وأكل مالهم الباطل.. مستغلين كل حيل السرقة والنهب والابتزاز!!

للأسف الشديد.. اختفت كلمة الشرف فى تعاملاتنا اليومية.. وحتى بين التجار.. بل وحتى الكلمة المكتوبة.. المتمثلة فى الشيكات والكمبيالات ووصولات الأمانة اختفت منها الأمانة هى الأخرى.. وأصبحنا نرى ملايين القضايا فى المحاكم.. كلها تؤكد شيئاً واحداً هو ضياع كلمة الشرف.. حتى لو كانت مكتوبة!!