رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يومان، وتأتى ذكرى انتصار حرب أكتوبر العظيم. كلنا نعلم مدى فرحة شعب مصر، بل والشعوب العربية كلها، بعبور قواتنا المسلحة إلى سيناء وضرب العدو الإسرائيلى ودحره وإعادته إلى أعقابه. فقد تم فى هذه الحرب تطهير جزء كبير من سيناء بعد أن دنسها الصهاينة. ومن هنا، لابد أن نوضح كيف تم احتلال سيناء بالكامل والآثار النفسية العميقة التى ترتبت فى نفوس المصريين والعرب من جراء هذه المذبحة.

ويا ليت الأمر انتهى إلى احتلال سيناء فقط، إنما تم احتلال العديد من الأراضى العربية فى الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين. ومن هنا، كان واجباً علينا أن نوضح سبب هذه المذبحة والإهانة التى لحقت بالعرب أجمع. لقد عشنا وعاش معنا العرب وهماً كبيراً، صوره لنا زعماء العهد الأسود، الذين كانوا السبب المباشر فى مذبحة يونية 1967. لقد أوهمنا زعماء هذا العهد أن مصر لها جيش لا يقهر، وأننا حصلنا على صواريخ بعيدة المدى تصل إلى تل أبيب نفسها، وأطلقوا على هذه الصواريخ اسم القاهر والظافر كمزيد من النصب علينا، كما أوهموا الشعب أن لدينا معدات عسكرية حديثة وضخمة تستطيع محو إسرائيل من الخريطة العربية فى 24 ساعة، وغير ذلك من الأكاذيب والخداع للشعب المصرى والأمة العربية كلها.

المهم فى ذلك، أن قادة مصر -فى ذلك الوقت- من كثرة الكذب والخداع صدقوا أنفسهم، فقام المسئولون -آنذاك- بغلق خليج العقبة أمام السفن الإسرائيلية، هذا الغلق كان بمثابة إعلان حرب على إسرائيل لمنعهم من الوصول إلى أهم ميناء حربى لهم هو إيلات، فقامت إسرائيل بحرب 5 يونيه 1967، فعند بزوغ شمس هذا اليوم، كانت الطائرات الإسرائيلية تملأ سماء مصر، فضربت جميع مطاراتنا الحربية ودمرت طائراتنا وهى رابضة على الأرض، كما دمروا منصات الدفاع الجوى فانكشفت بذلك سماء مصر، ودمروا الأسطول المصرى، ثم اتجهوا إلى سيناء التى كانت تعج بالحشود، فدمروا جميع معداتنا العسكرية، واستشهد الآلاف، وأصيب الآلاف، وفقد الآلاف من أبناء القوات المسلحة، فكانت مذبحة حقيقية راح ضحيتها خيرة شبابنا وراحت معداتنا الجوية والبحرية والبرية، وقد تم ذلك كله فى 48 ساعة فقط، الأمر الذى أصاب المصريين والعرب جميعا بإحباط شديد وإذلال مهين.

هكذا قضى على جيش مصر وتم احتلال سيناء بالكامل وأغلقت قناة السويس من الجانبين، وأقام الاحتلال ساترا ترابيا ضخما سماه خط بارليف، وأعلن أنه لا يمكن للمصريين العبور مرة أخرى إلى سيناء لاستحالة اختراق هذا المانع الترابى الكبير الممتد على طول قناة السويس. وفى السادس من أكتوبر 1973 وقت أن كان الراحل العظيم يحكم مصر، فعقد العزم على استرداد كرامة المصريين والعرب، فأعد العدة لاختراق هذا المانع الكبير، واستطاع بعون الله وقوة جيشنا العظيم اختراقه والوصول إلى سيناء الحبيبة، فكانت ملحمة عسكرية ضخمة. فلم تكن حرب أكتوبر العظيم انتصارا عسكريا فحسب، بل كانت استرداداً لكرامة المصريين والعرب جميعا، وعدنا نقول نحن المصريين نحن العرب جميعا قادرون على دحر العدو من أراضينا. هذه هى الحقيقة التى لابد أن يعلمها من لم يحضر هذه الملحمة الكبرى من أبنائنا، فهى أولا وأخيرا ملحمة كرامة وعزة وشرف فقدناه فى مذبحة 1967.

وبعد أن تمت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل استردت مصر كافة أراضيها وعادت إلى أحضان المصريين مرة أخرى، ولكن -مع الأسف الشديد- لم ينضم إلينا باقى الدول العربية التى احتلت أراضيها وظلت أراضيهم محتلة حتى يومنا هذا. لقد كان الراحل العظيم بطلا للحرب والسلام، فاستطاع أن يسترد بذراعه وجسارة جيشه جزءا كبيرا من سيناء، كما استرد بذكائه وحكمته باقى الأراضى المحتلة بالسلام عن طريق معاهدة كامب ديفيد. تحية لروح هذا البطل العظيم الذى قدم روحه قربانا للمصريين، وتم قتله على اعتبار أنه خائن لوطنه، فى حين أنه هو الذى استرد الكرامة والعزة والشرف لكافة المصريين. رحم الله البطل أنور السادات وأسكنه فسيح جناته.

وإذا كنا قد ذكرنا الراحل العظيم السادات فى هذه الذكرى المجيدة، فلابد لنا من ذكر كافة القادة العسكريين الآخرين الذين ضحوا بأنفسهم فى معركة الشرف، وعلى رأس هؤلاء الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، الذى كان -آنذاك- قائد القوات الجوية كلها، وكان لضربته الأولى فى سيناء الأثر الكبير فى تمهيد الأرض لدخول قواتنا البرية هناك ودحر العدو الإسرائيلى. مرة أخرى تحية كبرى لأبطالنا من القوات المسلحة فى هذا اليوم المجيد.

وتحيا مصر.