رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعتقد أننا جميعاً ساهمنا بحسن نية فى تشويه مهنة الإعلام من حيث أردنا أن نصلح أمرها، بهذه العبارة لفت انتباهنا زميل عزيز ونحن نتحاور حول أزمة الإعلام فى مصر.

قال الزميل العزيز موضحاً ومفصلاً جملته الصادمة، نحن نستخدم عبارات مثل «الإعلام التافه» أو «الإعلام المنحط» أو «الإعلام المنافق»، ومثل هذه العبارات التى نصف بها الكثير مما تعرضه شاشات التليفزيون فى مصر سواء التابع منها للدولة أو المملوك لرجال الأعمال، ومجرد نسبة هذه التفاهات أو الأعمال والأقوال المروجة للدجل والخرافات نسبة هذه المواد المعروضة «للإعلام» يمثل إهانة لمهنة من أشرف المهن.

ومضى الزميل فى حديثه: علينا أن نضبط المصطلح بمعنى ألا ينسب إلى مهنة الإعلام إلا المواد التى تنتسب فعلاً لهذه المهنة وهى «الخبر الصادق» الذى يتم التحقق من صدقه، والحوار حول موضوعات تمثل أهمية حقيقية للمجتمع السوى على أن يلتزم الحوار بالقواعد المهنية للإعلام وهى اختيار المتحاورين من أصحاب الخبرة والعلم الحقيقى بموضوع الحوار مع تنوع الرؤى والآراء لإرضائه مختلف زوايا الموضوع، وبشكل عام الحرص على أن تكون المواد التى تعرض على الشاشات مواد تساهم فى ترقية التذوق لدى المشاهدين فى المواد الترفيهية الراقية والمساهمة في حركة التنوير بتقديم الخبر الصادق والمادة الثقافية التى تفتح أمام العقول آفاقاً واسعة من المعرفة.

هذا هو «الإعلام» أما ما يقدم بعد ذلك من مواد نصفها بالتفاهة والانحطاط وغير ذلك من الأوصاف، فمثل هذه المواد لا تنتمى مطلقاً لمهنة الإعلام، لكنها تنتمى لأنماط أخرى من السلوكيات والخطاب الجماهيرى والخطأ الذى ارتكبناه جميعاً سببه أن هذه المواد تعرض على شاشات وسيلة إعلامية من هنا كان الخطأ الذى ترتكبه بنسبة هذه المواد إلى «الإعلام».

ضبط المصطلح يحتم أن نختار عبارة أخرى نطلقها على هذه المواد التى تعرض على شاشات التليفزيون وأقترح عند تناول هذه الموضوعات أن نسميها «منصات» منها «منصات النفاق» و«منصات الجهل» و«منصات التخلف والدجل» و«منصات الردح».. وهكذا.

بهذه التسمية لا نعرض مهنة الإعلام للإهانة عندما نتحدث عن مثل هذه المواد.

ما أن انتهى الزميل العزيز من حديثه حتى عقب أكثر من زميل واتفق الحاضرون وكلهم من الخبرات الإعلامية المتميزة على وجاهة هذا الشرح ورأى أكثرهم أن نستخدم فعلاً هذه التسمية الدقيقة، ولاحظ بعض الزملاء أن النتيجة الحتمية لهذا هى الاعتراف بأننا فى مصر لا نملك فعلاً وسائل إعلام بالمعنى العلمى والمهنى، لكننا نملك كماً هائلاً من «منصات» تنتمى إلى أحط السلوكيات كالنفاق والردح والدجل والتفاهة، واسمحوا لى أن أناشد المسئولين بأن يضعوا فى اعتبارهم وهم يقيمون المشروعات الضخمة أن يضعوا فى الحسبان إنشاء مؤسسة إعلامية تنطق باسم الدولة المصرية، فالمؤسسات القائمة الآن والتى تحمل مسمى الإعلام ليس لها صلة بهذه المهنة المحترمة، أما رجال الأعمال فلا أمل فى أن يستجيبوا لمثل هذه الدعوة.