رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أتحدث في مقالي هذا عن واحدة من أهم الظواهر التربوية في عالمنا المحيط والتي تمثل خطراً حقيقياً للأجيال المتعاقبة في مصر والوطن العربي ألا وهي «ظاهرة التنمر».

 في البداية، إن التنمر هو سلوك عدواني متكرر يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً سواء جسدياً أو نفسياً ويهدف إلي اكتساب السلطة علي حساب شخص آخر.

ومن جهة أخري، يمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمراً مثلاً التنابز بالألقاب أو الإسراءات اللفظية أو المكتوبة أو الإقصاء المتعمد من الأنشطة أو من المناسبات الاجتماعية أو الإساءة الجسدية أو الإكراه ويمكن أن يتصرف المتنمرون بهذه الطريقة كي ينظر إليهم علي أنهم محبوبون أو أقوياء أو قد يتم هذا من أجل لفت الانتباه ويمكن أن يقوموا بالتنمر بدافع الغيرة أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل ويعتبر العالم دان ألويس النرويجي هو الأب المؤسس للأبحاث حول التنمر في المدارس إلي أن أطلق برنامجاً خاصاً لمكافحة التنمر وتم تطويره في الثمانينيات بهدف مكافحة التنمر ومساعدة الأطفال علي العيش بشكل أفضل وجعل بيئة المدرسة أكثر إيجابية وقد استخدم برنامج ألويس في أكثر من اثنتي عشرة دولة علي مستوي العالم.

وقد أظهرت نتائج الدراسات أن حالات التنمر في المدارس التي استخدمت هذا النظام قد تراجعت بنسبة 50٪ خلال عامين، وعلي الجانب الآخر، ارتقي العنف في المدارس المعاصرة إلي مستويات غير مسبوقة حتي وصلت إلي حد الاعتداء اللفظي والجسدي علي المعلمين من ناحية الطلاب وأولياء أمورهم، حيث تلاشت بعض الشيء حدود الاحترام الواجب بين الطالب ومعلمه ما أدي إلي تراجع هيبة المعلمين وتأثيرهم علي الطلاب، الأمر الذي شجع بعضهم علي التسلط والتنمر علي البعض الآخر وبالمثل تماماً كما يقع في المجتمعات عندما تتراجع هيبة الدولة والمؤسسات.

ومن الأفعال المحمودة مؤخراً لوزارة التربية والتعليم انها أطلقت حملة (أنا ضد التنمر) بالتعاون مع منظمة «اليونيسيف» والمجلس القومي للطفولة والأمومة والهدف من الحملة هو التوعية بأخطار ظاهرة التنمر علي طلاب المدارس وإبراز دور المعلم وولي الأمر للمساعدة في القضاء علي هذه الظاهرة، حيث تشكل خطورة علي أبنائنا في المدارس وتزامناً مع الحملة ظهرت قصة واقعية مأساوية تبدأ بصرخة (مش مسامحة أي حد كان السبب في انتحار ابني) هذه الجملة المؤلمة جعلت الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتعاطفون مع من أطلقت الصرخة وهي السيدة سعاد محمد والدة الطفل إياد البالغ من العمر 12 عاماً الذي أصيب بتشوهات في وجهه وقدميه نتيجة حريق في المنزل أدت إلي تغير ملامحه وإعاقة في قدمه وبعد تعرضه للكثير من التنمر والسخرية من جانب زملائه بالمدرسة أقدم علي الانتحار هرباً من التنمر، وأري علي المستوي الشخصي أن الطفل المتنمر هو مشروع مجرم يرجع إلي ضعف الإدارات التعليمية ما أدي إلي تسلط المتنمر، حيث إن الإدارات لا تعاقب المتنمر علي  أفعاله ولا تضع برامج تربوية للعلاج ربما خوفاً أو تجنباً لمشكلات إضافية تضاف إلي أعباء العملية التعليمية ما أدي إلي زيادة التنمر في المدارس بشكل كبير.

وبالتالي للأسف عدم احترامه للمدرسة أو المعلم، ولذلك فنحن جميعاً مسئولون ومطالبون بالمساهمة في تغيير ثقافتنا المجتمعية بحيث يكون أساسها احترام الآخر لا قمعه أو إقصاءه وامتلاك مهارات الاتصال والتواصل الإيجابي لا السلبي والتركيز علي لغة الحوار والتسامح والعدل والمساواة لا العنف المجتمعي، حيث إن ظاهرة التنمر ليست فقط بين طلاب المدارس، بل موجودة في الشارع والأسرة وطلاب الجامعات والأزواج ومكان العمل بين الكبار والصغار والذكور والإناث وأري أن الاعتراف بوجودها يعتبر الخطوة الأولي للقضاء عليها.

[email protected]'