رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

حلت الفلسطينية الصغيرة عهد التميمى، ضيفةً على نادى ريال مدريد الإسبانى، فملأت أخبارها الدنيا وشغلت الناس، ولاتزال الصحافة الإسبانية تكتب عنها وتحتفى بها، إلى حد أن السفير الإسرائيلى فى مدريد قدم احتجاجًا رسميًا إلى عمدة بلدية مدريد، على الاستضافة، وعلى الحفاوة، وعلى حرارة الاستقبال!

فالبنت البالغة من العمر ١٧ عامًا، كما يعلم المتابعون لقصتها، كانت قد خرجت من سجون إسرائيل قبل أسابيع، بعد أن قضت فيها ثمانية أشهر، لمجرد أنها تصدت لجنود إسرائيليين أرادوا اقتحام بيت الأسرة فى قرية النبى صالح، الواقعة شمال غرب رام الله فى الضفة الغربية!

وقتها، وكان ذلك قبل عام تقريبًا، تحولت عهد إلى حديث مشتعل فى الصحافة الفلسطينية، والعربية، والعالمية، بل وفى الصحافة الإسرائيلية نفسها، وهناك فى داخل إسرائيل أصوات تعاطفت معها، ووجدت فيما فعلته حين صفعت أحد الجنود المقتحمين، شجاعة ودفاعًا عن حرمة بيت، لا عنفًا، ولا تحريضًا على عنف!

ولم تقتصر زيارتها إلى العاصمة الإسبانية على زيارة النادى الشهير، ولا على الحصول على قميص ريال مدريد الذى يحمل رقم ٩، كهدية رمزية، ولا على استقبال نجم النادى اميليو بوتراجينيو لها، ولا على حرصه على إهدائها القميص بنفسه، والتقاط عدة صور معها ومع والدها الذى يرافقها فى رحلتها، هو وعدد من أفراد أسرتها.. لم يقتصر الأمر على هذا كله، ولكنه تجاوزه إلى دعوتها من جانب الكثير من وسائل الإعلام هناك، ومن منتديات متنوعة، للحديث عن بطولتها وعن صمودها فى الدفاع عن قضية بلادها!

وسوف تنتقل عهد من إسبانيا إلى دول أوربية أخرى، دعتها ضمن جولة أشمل فى عدة دول، تتكلم خلالها عما يجب أن يصل إلى إعلام العالم، وإلى الرأى العام فى انحاء الأرض، عن قضية شعب يعانى ما يعانيه تحت الاحتلال، دون أن يصادف إنصافًا من الضمير العالمى!

وقد أسهبت الصحافة الإسبانية فى مديح التميمى، وفى الإشادة بموقفها الصلب، ومما قيل عنها فى إحدى الصحف الكبيرة، مثلًا، إنها بطلة فى جسد طفلة!

وليس أغرب ولا أعجب من أن يقول السفير الإسرائيلى فى رسالة احتجاجه، أن دعوة عهد، واستقبالها، والاحتفاء بها، إنما يشجع على العنف ضد المدنيين الإسرائيليين!.. وهو كلام غير دقيق بالمرة، لأن البنت لم تمارس عنفًا ضد أى مدنى إسرائيلى، ولا حدث أبدًا أن حرضت على ذلك، كما أن الواقعة التى دخلت فيها السجن كانت مع جنود إسرائيليين، يرتدى كل واحد منهم ملابسه العسكرية، ولم تكن مع أى مدنى إسرائيلى!

وقد عشنا حتى رأينا الوقوف ضد اقتحام البيوت فى الضفة، عنفًا، وتحريضًا على عنف!.. وسوف تبقى دعوة عهد من إسبانيا، ومن غير إسبانيا، إشارة متجددة على أنه لا يصح فى النهاية إلا الصحيح!