رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوي

أواصل  الحديث عن المشروع القومى لتطوير التعليم، الذى يعد من وجهة نظرى أهم قضية أثارتها الدولة المصرية خلال عام 2018. ذلك أن هذا المشروع هو تأصيل لفكرة بناء الدولة العصرية الحديثة التى يحلم بها كل مصرى عاقل، فلو أن البلاد قدمت كل شىء فيه نفع وخير دون تنفيذ مشروع لتطوير التعليم، فكأنما لم نفعل شيئاً. وبوضوح شديد فإن إصلاح أحوال التعليم «المايلة» حالياً، ليس رفاهية أو «فشخرة»، وانما هو ضرورة ملحة جداً لتحقيق نهضة البلاد الحقيقية. والذين يفكرون بغير هذا مخطئون تماماً.

التنمية الحقيقية فى مصر، لا يمكن لها أن ترى النور دون أن يكون هناك نظام تعليمى حقيقي، بعيداً عن المسخرة الحالية فى المنظومة التعليمية الفاشلة. وعندما تطلق الدولة المصرية مشروعاً لتطوير التعليم فى هذا التوقيت، معناه أن هناك اصراراً شديداً على تحقيق التنمية وتحقيق الدولة العصرية الحديثة.. فالأساس فى هذا الشأن هو «التعليم».. وقد خاضت البلاد قبل 25 «يناير» عدة تجارب لإصلاح التعليم، لكنها جميعاً باءت بالفشل الذريع، ولأنها ارتبطت بأشخاص، ومجرد إبعاد هؤلاء الأشخاص عن مواقعهم الوزارية ماتت هذه التجارب، بل ازدادت الفوضى فى العملية التعليمية، وبات المجتمع حقل تجارب.

الذى يحدث الآن ليس تجربة كما يزعم المتربصون، ولا فكرة عارضة للوزير،  تنتهى بانتهاء فترة توليه الوزارة، انما هذا مشروع قومى ليس مرتبطاً بأفراد، وقائم على نظام مؤسسي، بل هو جزء لا يتجزأ من فكرة أو منظومة تثبت أركان الدولة المصرية، فإذا غاب هؤلاء القائمون على المشروع من مناصبهم، سيأتى من بعدهم من يستمرون فى التنفيذ، حتى يأتى عام 2030 ويكون النظام قد تم تطبيقه كاملاً من الحضانة حتى الثانوية العامة، فهناك حرص شديد على نسف المنظومة التعليمية الحالية والتى أقل ما توصف بأنها عاجزة  وفاشلة، وتقتل حرية الفكر والرأى وتخلق أجيالاً تكون عالة على المجتمع!!

ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن مشروع تطوير التعليم الحالى الذى بدأ تطبيقه على الصف الأول الابتدائى حالياً، يسير على نهج محمد على باشا والذى كان وراء بناء مصر الحديثة التى نبغت فى كل شيء وتحققت نهضة حقيقية، وكانت مصر قوة اقليمية حينذاك يعمل لها ألف حساب وحساب. إذا كانت  مصر تخوض معارك كثيرة خلال هذه المرحلة ابتداء من الحرب على الإرهاب،  والحرب من أجل الاصلاح الاقتصادى ومن أجل التنمية، والحرب على الفساد، فإننى أؤكد أن مشروع تطوير التعليم هو حرب أخرى للقضاء على منظومة التعليم الفاشلة المعمول بها حالياً.. ومن المهم والضرورى أن يتم تكليلها بالنجاح حتى نضمن نجاح كل الحروب الأخرى التى تقوم بها مصر.

إنشاء دولة  وطنية حديثة يحتاج بالضرورة الى  تعليم صحيح وسليم، يبتعد تماماً عن الحفظ والتلقين، ويحقق الابتكار والتأمل والإبداع، ومازلت عند الرأى القائل بأن بناء مصر الحديثة سيكتمل بانتهاء تنفيذ مشروع تطوير التعليم، وقد نواجه الكثير من العقبات خلال التنفيذ، لكن الإرادة قادرة تماماً على ردع كل من يريد التعطيل أو يسعى لهدم المشروع الجديد الذى بات حلم  الناس، لأنه سيرفع عنهم الغم والبلاء.

[email protected]