رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

مرة أخرى.. ندعو السيد وزير التربية والتعليم ومؤيدى مشروعه التطويرى الطموح.. الى عدم «تسييس المشروع» ومحاولة تحصينه ضد النقد.. بزعم أنه «مشروع مصر» أو «مشروع القيادة المصرية».. وبادعاء أن من يتعرض له أو للوزير بالانتقاد او الاختلاف او حتى بالتعليق فهو خائن و«عدو مصر» أو «حليف لأعداء الوطن».. ومع تفهمنا الكامل ان هناك بعض من يحاولون «ركوب الموجة» بهدف تصفية حسابات شخصية أو تعمد إساءة.. إلا أن هذا لا يعنى إغفال حقيقة أن هناك رأيا بناء مبنيا على أسس وأسباب منطقية وموضوعية.. وأن هذا الرأى لابد أن يؤخذ فى الاعتبار.. ولا يتم إهماله أو تسخيفه أو تشويهه.

•• مثلا

رأينا مؤخرا صفحات من كتاب «الباقة» لتلاميذ الصف الأول الابتدائي.. تجرى تداولا على نطاق واسع فى مواقع التواصل الاجتماعي.. وتتضمن محتوى غريبا.. لا نعرف بماذا يمكن تصنيفه؟.. وهو عبارة عن مجموعة جمل مرصوصة بشكل رأسى وتتكرر الجملة الواحد أكثر من مرة.. وأيضا تتكرر آخر كلمتين من الجملة عدة مرات.. حتى تظن أن هناك خطأ ما قد وقع فى طباعة الصفحة.

هذه الصفحات التقطتها وسائل إعلام مغرضة مثل «الجزيرة» وسخرت منها وقدمتها على أنها نموذج لمشروع تطوير التعليم الذى يتبناه الوزير الدكتور طارق شوقي..

والمفاجأة.. جاءت فى رد الدكتور طارق نفسه على هذه المسألة.. من خلال حسابه الرسمى على «فيس بوك».. إذ كتب مؤكدا أنه لا يوجد خطأ فى الكتاب.. وأن هذا المحتوى هو عبارة عن «أنشودة صغيرة للأطفال» و« كلمات جارى تلحينها بواسطة مستشارة التربية الموسيقية ليغنيها الأطفال».

•• والحقيقة

انك لو عرضت هذه الكلمات على أى شخص يمتلك خلفية ولو بسيطة عن كتابة الأناشيد أو تلحينها.. لأخبرك بأنها تفتقد أبسط القواعد والأصول اللازمة لهذا التوصيف.. بل ما هى الا صورة أخرى للطرق الفجة والمفتعلة التى يتبعها بعض مدرسى مراكز الدروس الخصوصية لتحفيظ الطلاب المناهج الدراسية.. ورأيناهم فى فيديوهات متداولة وهم يقفون يطبلون ويتراقصون وسط الطلبة ويغنون معهم قواعد النحو أومعادلات الرياضيات والكيمياء والفيزياء فى أناشيد أو أغنيات مبتذلة وسخيفة.. تصاحبها حركات خارجة على حدود اللياقة والأدب..!!.

الأهم.. ان الوزير انتهز هذه الفرصة أيضا لـ «تسييس القضية».. وترديد أن تسليط الضوء على هذه الصفحات هو «إهانة لمصر والمصريين».. داعيا من ينقلها الى عدم «الاندفاع لتشويه جهود كثيرة ومنح الأعداء فرصة ثمينة لينالوا من مصر وأهلها»..!!.

هذا ما نتحدث عنه تماما.. فالرأى بصرف النظر عن مصدره يبدو موضوعيا ومقبولا فى مواجهة هذا الأسلوب الغريب فى التلقين و«التحفيظ» الذى يتبرأ منه مشروع الوزير أصلا ويقوم بدلا منه على الفهم والبحث والتفكير.. ومع ذلك تجرى محاولة تشويهه بشكل مبالغ فيه جدا.. بزعم أنه «إهانة لأهل مصر» وليس انتقادا موضوعيا لمحتوى كتاب مدرسي..!!

•• مثال آخر

تعليق الوزير.. من خلال فيس بوك أيضا وفى المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس الأول.. على قضية تكدس التلاميذ داخل الفصول.. وإثارتها فى وسائل الإعلام منذ بداية العامل الدراسي.. حيث يتعجب من ذلك متسائلا ومتشككا أيضا: لماذا تذكرتم الآن هذه المشكلة..»وكأن الآفة الوحيدة فى التعليم المصرى هى بعض الكثافة فى بعض المدارس».. و«كأن مشكلة كثافة الفصول ظهرت اليوم فجأةً بسبب نظام التعليم الجديد»..!

هكذا يرى الوزير أن المشكلة ليست أكثر من «بعض الكثافة» فى «بعض المدارس».. مع أنه يتحدث فى نفس الوقت عن أنه يحتاج 100 مليار جنيه ليبنى 200 ألف فصل.. يعنى الفصل الواحد يتكلف نصف مليون جنيه.. ليحل مشكلة الكثافة فى 10 سنوات..!!

•• ما هذا التناقض؟

وهل هناك من لا يصدق أن مشكلة تكدس الطلاب داخل الفصول هي فعلا المشكلة الأكبر والأولى بالاهتمام والحل قبل الحديث عن أى مشروع لتطوير أو إصلاح منظومة التعليم..؟!!.