عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

هل الغرب مهموم بسحق الشرق؟ هل يُغار العالم الجديد من العالم القديم؟ هل هُم مشغولون ليل نهار بتدميرنا وإضعافنا؟؟هل يتآمرون علينا؟ ولماذا يكرهوننا كل هذه الكراهية؟

السؤال الأعمق هو: هل يحتاج الغرب إلى ذلك؟ هل نحن نُفزعهم كما نُظن؟ هل لدينا علماء وعباقرة ومبتكرون ومفكرون يُمكن أن يصنعوا واقعا يُهدد مستقبل الدول المتقدمة؟؟ هل لدينا أنظمة ومحفزات وقيم عمل وأخلاقيات إدارة وعدالة وحريات كفيلة بصناعة المارد الذى يهدد وجود الغرب؟؟

لا أظن ولا يظن غيرى. فكلنا نعلم أننا خارج خرائطهم لأننا متكفلون بتقزيم ذواتنا وسحق بعضنا البعض. سنقوم بالمهمة عن الأعداء وسنحقق نتائج أفضل فلا تنشغلوا بمحونا فإننا سنتلاشى بأنفسنا. هكذا نقول دون نطق ونُصرح دون إذاعة.

العرب ينتقلون من محنة إلى محنة. ومن كرب نحو آخر. زمن الاستقلال والتحرر كان مفعما بطموحات لا حدود لها وأحلام بسعادة بلا مثيل. خرجنا من الاستعمار معتقدين أننا سنمتلك ثرواتنا ونُحسّن أحوال الناس، وانتهى بنا الحال إلى التحسر على زمن الاستعمار وأحواله.

حارب العرب العرب. تآمر الأشقاء ضد الأشقاء. اقتتلوا فسقط ضحايا يزيدون عن ضحايا الحروب مع المستعمرين على مدى نصف قرن.

وكما يقول نزار قبانى «إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ/ ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ/ ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ/ ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ/ فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ؟»

إن الحال بتعبير نزارهو «قبائل أكلت قبائل/ وعناكبٌ قتلت عناكب/ وثعالبٌ قتلت ثعالب».

أزمتنا الحقيقية لدينا. داخلنا. فى الأدمغة والأرواح. العقل العربى ذائب. منفصل عن الواقع. كسلان عن النظر للغد. مهموم بالاستهلاك والتباهى. ناعس فى أسئلة جدلية لا معنى لها إن كان القرآن مخلوقا أم أزلى أو كان هناك عذاب قبر أم لا. مُنشغل بجسد المرأة لا عقلها ولا روحها. مهموم بالتصفيق للحاكم أيا كان فعله وقوله.

تلك مأساتنا التى يعبر عنها شاعر المهجر ذو النصوص المدهشة فخرى رطروط، والذى هجر العالم العربى مفضلا حياة بسيطة فى نيكاراجو. يقول الشاعر:

«من أى البلاد أنت؟

من البلاد التى فيها آلهة بعدد البشر.

من البلاد التى يخاف فيها الناس من فتح نوافذهم.

من البلاد التى تخلو مقابرها من الورود.

من البلاد التى يأتيها الموت من أسفلها ومن أعلاها

من البلاد التى تكدس الأسلحة لقتل مواطنيها.

من البلاد التى لا تعرف معنى كلمة طابور.

من البلاد التى تمر غيمة فى سمائها صدفة.

من البلاد التى كل كلابها تعرج لأن الصغار غاضبون ويقذفونها بالحجارة.

من البلاد التى لون سمائها أصفر.

من البلاد التى لا تعرف البحر.

من البلاد التى لا يجرؤ أحد على الحلم.

من البلاد التى تعمل فيها التماثيل مخبرين.

من الشرق يا سيدى حيث لا تجرؤ شمس على الشروق».

والله أعلم.

[email protected]