عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

صدمنى فيديو مدته «28 ثانية» لطفل صغير فى مدرسة منية السيرج- التابعة لإدارة شبرا.. صرخت بأعلى صوتى، وكأننى معهم فى الفصل، في المعلمة، والمعلم الذى قام بتصوير الطفل أثناء بكائه واستجدائه للمعلمة بأن تدعه ينام قليلاً.

الفيديو الجريمة يصور طفلاً يبدو أنه فى الصف الأول الابتدائى يبكى بشدة؛ لأنه يريد أن ينام قليلاً حتى ولو 15 دقيقة كما قال بتلقائية شديدة وعفوية متناهية يحاول أن يستجدى المعلمة لكى تسمح له بالنوم.

صحيح أن الفيديو الجريمة حصد عشرات المئات من المشاهدات ومنهم  من قهقه على تلقائية وعفوية الطفل ومنهم من تحسر وانفطر قلبه على ما آل إليه حال التعليم فى مصر.

إن معلمة الفصل بعد أن بلغت هذه السن تحتاج إلى تأديب وتهذيب وإصلاح، لقد فقدت كل معانى التربية والتعليم، فقدت  الإنسانية والمروءة، فقدت أمومتها ودمرت كل الأعراف الإنسانية وشوهت نفسها قبل أن تشوه التعليم فى مصر.

أما المعلم المصيبة الذى قام بتصوير الطفل الباكى والذى خيل له عقله المريض أنه بتصوير الطفل سيحصل على أكبر جائزة من وزارة التربية والتعليم أو سيحصل على جائزة من الفيس بوك أو اليوتيوب.. فأقول له: إنك بفعلتك هذه فقدت كل  معانى الاحترام، فقدت نخوة الرجولة والشهامة، وأهم من هذا فقدت إنسانيتك، كيف صور لك خيالك المريض أن تفعل هذه الجريمة وأنك تحسن صنعاً، لقد شوهت التعليم أكثر مما هو عليه. أمثالك دمروا الوجه الحضارى لمصر، لأن الجهل والتخلف سيطرا على عقولهم، ألم ترَ كيف يعاملون الأطفال فى بلاد الغرب- الكافرة- كيف يستقبلون التلاميذ فى الأيام الأولى من العام الدراسى؟ دعك من الغرب فإنهم كفار كما يقولون عنهم- ألم تدرس فى أصول علم التربية كيف  تتعامل مع التلاميذ؟

ألم تعرف أن ما فعلته سُبة فى جبين التعليم كله، وأنك بعثت برسالة كافرة إلى العالم مضمونها أننا شعب بلا قلب، شعب بلا رحمة، شعب جاهل متخلف.

أما المعلمة التى تركتك تفعل فعلتك الشنعاء دون أن تردعك وتوقفك عند حدك، فإنها شربت من نفس الماعون الذى شربت منه حضرتك، نفس الفكر ونفس التخلف، بل زد عليه أنها فقدت روح الأمومة التى منحها الله سبحانه وتعالى  إياها، لا تعرف معنى أن يبكى طفل بهذه الطريقة المؤلمة لأنه يحتاج إلى النوم، واعتبرت هذا فاصلاً كوميدياً وهى لا تعرف انها كوميديا سوداء وهى أسوأ أنواع الكوميديا.

ايتها المعلمة لقد فقدتِ كل المعانى الجميلة التى تحملها المرأة بعد هذا الفاصل التصويرى الباكى.

وأعتقد أن خصم «5» أيام من راتبك لا يكفى لردعك ولا يكفى ليعيد إليك إنسانيتك المفقودة.

أما المعلم الجريمة فلا ينفع معك خصم «10» أيام من راتبك أو نقلك الى المديرية بل كنت تحتاج إلى عقاب رادع لتعرف معنى التربية والإنسانية، ولترحم مصر من التشويه والعبث بمقدرات شعب أمام العالم، وقبل أن ترحم مصر ترحم هذا الطفل الباكى الذى يريد قسطاً من النوم.

أما مدير المدرسة والذى ناله من الحب جانب بخصم «3» أيام من راتبه وهذا قليل جداً فأعتقد أنه كان يحتاج الى عقاب أشد لأنه المسئول الأول عن العملية التعليمية وتربية النشء فى المدرسة.. والعقاب الصارم لمدير المدرسة يجعله مديراً بحق يستطيع أن يحكم المدرسة بكافة العاملين بها من مدرسين وعاملين وتلاميذ.

وهناك مثل شائع يقول: إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.

وأعتقد أن البيت شارح نفسه ولا يحتاج منى الى تأويل أو تفسير.

يا سادة:

 إن ما حدث فى مدرسة منية السيرج كارثة بكل المقاييس لقد كشفت عوراتنا وفضحت أفعالنا وأكدت جهلنا وتخلفنا، والأيادى المرتعشة والمهترئة لا تبنى مستقبلاً ولا وطناً.

< معالى="">

 أعلم كم الهجوم الشرس على عملية إصلاح التعليم التى تقودها فى مصر وأعلم ايضاً أن الإصلاح ليس بهين، لكن يبدو أن فاتكم ما هو أهم من تطوير التعليم، ألا وهو تطوير المعلم ذاته، المعلم الذى يفتقر إلى أبسط قواعد الإنسانية والتربية والسلوك القويم. تغليظ العقوبة هو السبيل الوحيد لإقامة دولة حقيقية ومعلم محترم.

< المعلم="" والطفل="" ابنا="" بيئتهما..="" والبيئة="" غير="" صالحة،="" لا="" تنتظر="" خيراً="" من="" معلم="" أو="" معلمة="" فقد="" الحياء="" والحياة..="" نحن="" نعيش="" أسوأ="" عصور="" الإنسانية..="" ملعون="">