رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

غلابة نحن سكان المنطقة دى من العالم اللى بيتكلموا ناسها بالعربى، فقد علمنا أولادنا إن إحنا مالناش فى الدنيا إلا عدو واحد هو الكيان الصهيونى المحتل لبعض أراضينا العربية، وحفظناهم لينسوا أن الإسرائيليين حلمهم الأعظم أن يتمددوا ويتوغلوا ليحققوا حلم وطنهم المزعوم «من النيل إلى الفرات»، وفطمناهم على حقيقة غير قابلة للجدل، إن الأمريكان همه بابا وماما، أصل 99% من أوراق اللعبة بين إيديهم، أما إحنا روحنا ولا جينا بالنسبة ليهم ولكل الدنيا كيس جوافة فى النهاية!

ومن أيام جيلنا العجوز لما كنا لسه تلامذة، كتبوا لينا على السبورة إن إحنا فى مصر سبنا كل أرض الوطن واتكربسنا وعشنا على مساحة 6% من الأرض بس، وتركنا الباقى ينعى الإهمال والتخلف، وإن الحل فى تنظيم الأسرة، ولا سيرة عن ضرورة العمل والإنتاج والإتقان والتفانى فى العطاء، وفى كل عيد للعمال بنعرض ليهم فيلم «الأيدى الناعمة» علشان نقول لهم الأيادى الخشنة هيه المطلوبة من غير ما نوريهم فلاح طافح الكوتة فى غيطه أو عامل منتج شقيان قدام ماكينته.. وفى كل مرة نحتفل فيها بثورة يوليو يعرض التليفزيون فيلم «رد قلبى» وحكاية الشاطر «على» ابن الجناينى اللى حب «إنجى» بنت الباشا وعلشان كده مش هيسرق منها كل دهبها فتقول له «خد كل الدهب، وسيب لى السلسلة دى لأنها عزيزة عليه قوى أتاريها كانت هدية من «على»، فالناس تسح بالدموع تعاطفًا مع «إنجى» اللى اكتشفوا أنها واحدة منهم رغم أن الباشا وكل الباشوات (لامؤاخذة) ناس وحشين قوى مش مننا.

وعلمنا التلامذة فى كتب النصوص كمان أشعار النفاق والتزلف والعبودية والعنصرية والشيفونية المرضية، وغيرها من القيم السلبية.. مثلًا مثلاً، يُفرض على التلامذة بعض النماذج من أشعار المُـتنبى، وحفظ هذا البيت «لا تشتر العبد إلاّ والعصا معه إنّ العبيد لأنجاس مناكيد».. إلهى ينكد على البُعدا اللى اختاروا وقرروا وامتحنوا أولادنا فى مثل تلك البشاعات لشاعر قال عن نفسه بكل غرور «وما الدهرُ إلاّ من رواة قصائدى / إذا قلتُ شعرًا أصبح الدهر منشدًا».

اللى فات من الكلام ده مجرد مشاهد قليلة تقترب من عروض لمظاهر البيئة الثقافية والتعليمية والإنسانية، وتروح أيام، وييجى يوم نحارب فيه قوة ظلامية بشعة هى فى النهاية امتداد للنهج الفكرى للقاعدة وإخوان الشرــ قالوا على أنفسهم «داعش» على نهر الفرات فى العراق وسوريا، وفى ليبيا ومنهم اللى فى «سينا» اللى أعدناها بدمائنا وأرواحنا.. يهدمون الكنائس والأضرحة وكل مواقع التنوير الحضارى، ويهددون شعوبنا، وكأنهم يحلمون بدولة الخلافة بأبعد من حلم « من الفرات إلى النيل»!

إن تلك الوحشية الهمجية الداعشية قد كشفت عوراتنا كبشر تصوروا أن أهرامات حضاراتنا كافية لأن يعلنوا أنهم ناس تستحق الحياة، فاكتشفوا هشاشة ما استندوا عليه لأنهم ارتضوا أن يعيشوا خدعة جوفاء كقصائد «المتنبى»، لا بد نخلق من التحدى فرصة.. بعد «30 يونيو» تعالوا نروح لمصر الجديدة الأبية القادرة على صناعة التقدم بإذن الله.

[email protected] com