عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

يأتى لنا فصل الخريف، ويروى الأرض العطشة التى أرهقتها درجة الحرارة المرتفعة حتى إنها كادت أن تموت من كثرة العطش، ويسقى الأرض بقطراته حتى يخرج منها أجمل العطور، ويسعدها بهذه القطرات، ومن كثرة فرحتها به تفرح فى هدوء وفى صمت، وتبدأ فى إسقاط أوراقها الضعيفة التى هرمت، وتخرج عطرها الفواح الذى يعم فى كل أرجاء المكان، وبعد أن يسقط ورقها الهرم فإنها تتعرى وتسقط الرداء الذى يدارى جسدها الفتى، الذى قد حان الوقت أن يغسله ماء المطر، ولكى يتمتع بشمس الخريف التى أنتظر كثيرًا على أعتابها حتى تأتى له بكسوة من الذهب أنيقة جدًا ورقيقة، وحتى تروى جسده بقطرات الندى، وترفع يده إلى أعلى السماء حتى يلوح للطيور ويرتدى معطفا بلون السحاب، ويحدث تساوى بين الليل والنهار، حيث إن هذا الفصل يحضر لنا الدفء قبل قدوم فصل الشتاء، ويحضر لنا الزهور وقطرات الندى، ويؤثر فى كل الكون عندما ينشر ألوانه فى كل مكان، إن هذا الفصل من أجمل الفصول، هذا الفصل الذى عندما يقدمان لنا فإنه يؤثر الجميع بجماله، وينتظر قدومه الجميع، إن الخريف له سحر مختلف، حيث إنه الفصل الأخيرة الذى يقوم بكسوة الأرض بغطاء ذهبى، حيث إن الروح تهدأ، وتكن، وتسعد أمام هذا المنظر الخلاب، وترغب فى السير فى الطرقات على قدميها وسط هذا المنظر الخلاب، وللأسف فصل الخريف من أقصر الفصول التى تمر علينا خلال السنة، هذا الفصل الذى ينشر الراحة داخل قلوبنا، فما أكثر سحرًا من الجلوس أمام النافذة مع شرب كوب ساخن، وأنت تتأمل جمال الكون كله الذى هيأ على صورة أمطار وأوراق صفراء تزين الأرض، وفى نهار الخريف يسرى بداخلك الدفء، وفى الليل تشعل النار وأنت تطلب الدفء من ليل هذا الشهر البارد، وترتدى الرداء الثقيل والمعاطف التى تحميك من هذا البرد والمطر الذى يأتى فجأة دون أى مقدمات، ودون أن ينذرك بقدومه. فكيف يكون هذا الفصل غير جميل هو ينبت الثمار، ويزرع لنا به البركة، ويسحرنا بجماله الخلاب، حيث يبدأ مع دخول موسم الخريف وسقوط أولى زخات المطر، حيث قال الشاعر الروسى بوشكين «أيها الخريف أى غرابة فيك تجعلك تشبهنى بحزنك كما تشبهنى بيوم فرحى». كما قال نزار غارقا فى الخريف: «لم يكن الربيع صديقى فى يوم من الأيام ولا تحمست لطبقات الطلاء الأحمر والأزرق التى يضعها على وجهه... ولا للأشجار التى تقلد راقصات الـ (فولى بيرجير) الخريف وحده.. هو الذى يشبهنى»، وهذا يعتبر من أجمل ما قيل على فصل الخريف، ومهما مدحنا وقلنا فى فصل الخريف فإن هذا لن يوفيه حقه.