رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رادار

المشهد الأول:

رسالة عنوانها: استدعاء ولى أمر..

وفيها: عاجل إلى السيد/ ولى أمر الطالب: فلان الفلانى

«نود إعلامكم بأن ابنكم لن يكون بوسعه الدخول إلى الفصل الدراسى إلا بعد حضوركم».

يبدو الأب مرهقاً، تقوده الظنون إلى حيث تحتمل القصة كل شىء وأى شىء.. ربما تبكى الأم بينما تفتش عن هذا المجهول الذى ارتكبه ابنها، أو سيصيب ابنها بعد قليل..

ارتفاع ضغط الدم لدى آباء.. وجع قلوب أمهات.. أزمة تتفاقم بفعل خطابات استدعاء – وربما استعداء – الطالب على مدرسته، والنتيجة: زوال أواصر الصداقة بين الطالب ومدرسته والفراق اختياراً أو إجباراً.

خطاب استدعاء يشكل إجراءً عقابياً، وينشر حالة من التوتر تملأ بيوتاً وتحزن معها وبها قلوباً.. تتساءل أهل البيوت حينها: ما الذى فعله طفلنا حتى يتم منعه من دخول الفصل الدراسى لحين حضوري؟!

المشهد الثانى:

رسالة عنوانها: احضر فوراً.. ابنك «أسعدنا»!

وفيها: عاجل إلى والد الطالب: فلان الفلانى

«لقد كان ابنك سبباً فى سعادتنا اليوم، معلمه وزملاؤه يقولون إنه يشبهك!.. الصور المرفقة تؤكد ذلك، شكراً لأنه يشبهك. إذا أردت أن تعرف ماذا فعل ابنك اليوم؟.. نرحب بك لزيارتنا فى الموعد الذى تختاره وستكتشف المزيد عن الحكاية».

الأب منتشياً، يرقص القلب من فرط الفرح والسعادة، والفخر بما فعله ابنه، تحتضنه الأم ابنها كأنه قد اكتشف للتو أقدم صخور كوكب المريخ، بيوت تتحول إلى حالة من السعادة بصرف النظر عن بساطة ما فعله الابن، ربما يكون قد ساعد زميلاً له فى الفصل، ربما احتفى بمعلمه أو كان عطوفاً أو مبادراً أو مبدعاً، وربما حقق إنجازا فى شىء ما.. يكفى أن شيئاً جميلاً وسعيداً هو الآن فى الطريق من المدرسة أو إلى المدرسة.

بين المشهد الأول الذى يتذكره الآباء والأمهات والطلبة ويعيشونه واقعاً، وبين المشهد الثانى الذى يبدو حلماً يطوف بخيالنا، بينما نعبر إلى تجربة جديدة مع النظام الجديد لتطوير التعليم، فهل حانت لحظة الاختيار؟، وهل تبادر وزارة التربية والتعليم من جهة والمدارس من جهة أخرى بالانتقال إلى المشهد الثانى أعلاه، وإلغاء خطابات الاستدعاء والبدء فى تطوير أدوات تعزيز المشاركة بين المدارس وأولياء الأمور؟!.

 

نبدأ من الأول

[email protected]