رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أكتب هذا المقال، قبل أن يعلن عما انتهى إليه اللقاء بين الرئيس السيسى والرئيس ترامب، وأغلب الظن أنه لن يعلن صراحة عما دار بينهما من حديث، وخاصة فيما يتعلق بموضوع هذا المقال.

ما أقصده بمشكلة المشاكل، هى المشكلة الفلسطينية التى تتخذها إسرائيل عقبة فى المفاوضات المزمع إجراؤها بينها وبين الفلسطينيين، حول الحل النهائى الذى يقترحه الرئيس ترامب فيما سماه (صفقة القرن)، فما زال الفلسطينيون أنفسهم -حتى يومنا هذا- منقسمين على أنفسهم، وطالما أن هذا الانقسام ما زال مستمراً بين الفصائل الفلسطينية، فإن إسرائيل سوف تتخذ منه تكأة لرفضها إمكانية التفاوض مع جانب دون آخر، إذ إنه لا بد أولًا من اتفاق الفلسطينيين مع بعضهم، ثم بعد ذلك التفاوض مع إسرائيل، مع العلم أن مصر منذ سنوات، وهى تحاول التقريب بين الفلسطينيين وإنهاء الخلافات إلا أنها لم تتمكن وما زال الانقسام قائماً.

ولا شك أن المشكلة الفلسطينية أو بمعنى آخر القضية الفلسطينية، ستكون موضع بحث الرئيس السيسى والرئيس ترامب فى اللقاء الذى سيجمع بينهما، فإن الذى يرمى إليه الرئيس السيسى هو محاولة إنهاء المشكلة الفلسطينية بما يرضى الطرفين. ولا شك -أيضًا- أن الإجراءات العنيفة التى اتخذها الرئيس الأمريكى ترامب ضد الفلسطينيين مؤخراً، نتيجة انقسامهم وعدم توحّدهم بما يمكنهم التفاوض مع إسرائيل، سواء ما تعلق منها بقطع المعونة الأمريكية عن الفلسطينيين، أم إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن، أم منع تأشيرات الدخول للفلسطينيين فى الفترة المقبلة. أعتقد أن هذا كله سيكون محل بحث الرئيسين معاً.

وللحق فإن الخلافات فلسطينية طال مداها، وهناك من يرى أنه لا الإسرائيليون ولا الفلسطينيون لديهم رغبة فى إنهاء المشكلة الفلسطينية. بالطبع فإن من مصلحة إسرائيل استمرار الخلافات الفلسطينية حتى تتمكن من فرض سيطرتها الكاملة على كافة الأراضى الفلسطينية. وفى الجانب الآخر، فإن الفصائل الفلسطينية ربما تكون مكتفية بالمعونات التى تأتيها من كل صوب، على اعتبار أنها دولة محتلة وتلتزم أغلب دول العالم بمساعدتها. ومن هنا يعتقد البعض، أنه لا مصلحة لإسرائيل ولا الفلسطينيين فى إنهاء المشكلة الفلسطينية، بل إن كل من الطرفين ربما يرغب فى إبقاء هذه المشكلة إلى أطول وقت ممكن.

الخطير فى الأمر -إذا ما صح هذا الفهم- أن الفلسطينيين فاتهم أن طول الوقت سيجعل الإسرائيليين هم أصحاب الأرض، وسيفرضون الأمر الواقع على الشعب الفلسطينى الذى لن يكون أمامه إلا أن يقبل العيش مع الإسرائيليين، تماماً، كما هو حادث فى الأراضى التى تقع تحت قبضة إسرائيل، فالجميع يعيشون معًا إلى حد أن بعض الفلسطينيين استطاعوا الوصول إلى البرلمان الإسرائيلى –الكنيست– رغم كونهم من مسلمين. يا ليت الفلسطينيين والعرب جميعًا قد اجتمعوا مع الراحل العظيم أنور السادات وقت المفاوضات المصرية الإسرائيلية، وقتها كان من السهل على الدول العربية - بما فيها دولة فلسطين- أن يتفاوضوا مع إسرائيل.

وعلى كل حال، فان كل ما أتمناه أن يكون الاجتماع بين الرئيس السيسى والرئيس ترامب قد انتهى على خير وعادت المياه بين مصر وأمريكا إلى مجراها الطبيعى بعد أن أثيرت فى الفترة الأخيرة بعض القلاقل فى العلاقات المصرية الأمريكية. فمن مصلحة الطرفين أن يكون هناك تعاون فى كل المجالات، خاصة فى محاربة الإرهاب وفرض الاستقرار فى المنطقة العربية.

وتحيا مصر.