عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

منذ عدة أيام تحولت قرية «الخان الأحمر» فى فلسطين المحتلة إلى بؤرة الاهتمام الأوروبى، بعد أن طلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلى من سكانها الذين لا يتجاوز عددهم 200 نسمة، أن يهجروا قريتهم وأن يهدموا بيوتهم البدائية بأيديهم فى غضون أسبوع واحد ينتهى فى الأول من شهر أكتوبر المقبل، حتى تتمكن حكومة نتنياهو من بناء مستوطنات غير شرعية عليها، لتمنع تمامًا أى اتصال جغرافى بين جنوب وشمال الضفة الغربية ضمن خططها الشيطانية بتهويد ليس القدس فقط بل كل فلسطين، أو بمعنى أصح كل ما تريد ضمه من أرض فلسطين!

البرلمان الأوروبى وصف الإجراء الإسرائيلى بأنه «جريمة حرب»، والعديد من المنظمات الغربية المدافعة عن حقوق الانسان نددت بسياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين، لكن ما لفت نظرى فى كل هذه المواقف الأوروبية هو ما قاله جيرمى كوربين رئيس حزب العمال المعارض فى بريطانيا بأن حزبه عندما يصل للحكم سيعمل على دعم إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، لأن ذلك واجب أخلاقى على بلاده التى ساعدت على إقامة إسرائيل وتشريد الشعب الفلسطينى من أرضه.

كوربين الذى وصف إسرائيل منذ عدة أشهر بأنها عبارة عن كومة بلاعات تضج بالروائح الكريهة والذى يجب تصريفه بالشكل الملائم، يعبر عن تيار يتنامى فى الدول الغربية بعد تاريخ طويل لهذه الدول فى الانحياز السافر لإسرائيل، ومعاداة الحقوق العربية على طول الخط، لدرجة أن هذا التيار أصبح يضم أيضا تجمعات يهودية ترفض من الأصل وجود إسرائيل، وتنادى بتفكيك هذه الدولة الصهيونية وإقامة دولة ديمقراطية يعود اليها الفلسطينيون الذين طرتهم العصابات الصهيونية من أرضهم بعد حرب 1948.

الصمود الفلسطينى هو السبب الوحيد الذى فرض على دوائر صنع القرار فى الدول الغربية إعادة النظر فى مواقفها السابقة من الانحياز المطلق لإسرائيل إلى التنديد الشديد بسياساتها العدوانية، بل والمطالبة بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة.

كل الشواهد تجزم بأن هناك الكثير من الهزائم السياسية تنتظر إسرائيل، كل الحجج التى قامت بتسويقها فى العالم الغربى بأنها واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط تتساقط واحدة وراء أخرى، وبدأت صورتها الحقيقية كدولة عنصرية إرهابية تتكشف أمام الكثيرين فى أوروبا، فلا توجد دولة ديمقراطية تحاصر شعبا أعزل وتشن عليه حروبا طاحنة بأكثر الأسلحة تقدما كما تفعل إسرائيل فى غزة، ولا توجد دولة تصدر قانونا تجعل من سكانها من غير اليهود مواطنين من الدرجة الثانية، وتصادر ما تبقى من أرضهم لتبنى عليها مستوطنات، ثم تنتهك كل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولى فيما يتعلق بالقدس، وتغلق كل أبواب الأمل أمام إقامة دولة فلسطينية.

زوال إسرائيل لم يعد حلما أو وهما، صحيح أنها قد تبيد قرية الخان الأحمر وتزيلها من الخريطة، لكنها لن تستطيع أن تبقى هى نفسها على نفس الخريطة كدولة عنصرية عدوانية تسرق أراضى العرب وتهددهم بالقتل أو التشريد.. طال الوقت أم قصر.