رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

أعرف الصحفى والكاتب المميز ممدوح دسوقى منذ سنوات وبالتحديد منذ كان ينشر حواراته الصحفية الجادة فى صفحة «حوارات» التى كنت أشرف عليها فى ذلك الحين، أعجبنى أسلوبه فى الكتابة، فهو يجمع بين السهل والممتنع ويتميز بخبرات وتجارب صحفية وإنسانية وحياتية كبيرة تتيح له رصد بما لا يرصده الآخرون والبوح بما لا يستطيع الكثيرون كشفه، وفى كتابه الرائع «جملة خسائر فى السياسة والنسوان» نلمس تجربة جديدة فى الكتابة الصحفية تجمع بين الخاص والعام والنظريات والواقع العملى والخبرات الخاصة والخبرات الجماعية من واقع تجاربهم وآمالهم وأحلامهم وإحباطهم، ويضم كتاب ممدوح «60 مقالاً» توزعت على أربعة فصول، ومن أبرز تلك المقالات «جوز الست» و«الرجل المفترى عليه» و«رسالة لن تقرأها أمى» و«الطابق الخامس» و«باخت وشاخت» و«كانوا أحب الناس» و«أحلى من الشرف مفيش» و«تخاريف أحلام» و«زوغدين» و«حمرا ياكوتة» و«حمساوى لا فتحاوى».

وفى مقاله الرائع «تسمح لى ارفع ضغطك» يذكر ممدوح «يحكى أن فى عالم الصحافة والإعلام يوجد صحفى كبير منخار عظيم فى الوسامة فقير وفى الغلاسة زعيم يتميز بصلعة ومغطيها بباروكة غريبة مستفز لأعلى درجة مستفيد بأقصى سرعة، وبالتأكيد يعرف القارئ من هو هذا الإعلامى الذى يكشف المؤلف وجهه الآخر الذى لا يعرفه أحد، ومن المقالات التى أعجبتنى فى الكتاب «رسالة لن تقرأها أمى».. يذكر ممدوح «قالوا أغلى شىء فى الحياة هو الضنى، والله لم أشعر بغيرك يا أمى أغلى عندى من الضنى، الموت قال عنه الرحمن مصيبة، وفقدك يا أمى أكبر من أى مصيبة، وفى مقال «باخت وشاخت» يقول ممدوح بسخرية: كل جهود الحكومة فى كارثة الأسعار المجحفة شوية كلام فقط لا غير لتخدير الناس وإقناعها بهذه الارتفاعات، وعندما نقارن هذه التصريحات بكلام الخبراء نسمع كلاماً عجيباً لا يفقهه ولا يفهمه لأنه يطالبون بتقليل الفجوة الاقتصادية بين الإنفاق والمدخرات والشعب لا يعرف مدخرات منين أو استثمارات.

وحول التحرش الجنسى يذكر ممدوح فى مقال «المتحرشون بالأمر المباشر» كيف لإنسان كرَّمه الله بنعمة العقل أن يقدم على انتهاك واستباحة خصوصية جسد المرأة التى حرمتها الأديان وصانتها وحافظت عليها الأعراف والتقاليد التى أضاعها فاقدو النخوة والشهامة والرجولة.

الكتاب ممتع ويستحق القراءة المتأنية ليست العابرة، تحية للزميل ممدوح دسوقى على تجربته الإبداعية الجديدة فى هذا الكتاب.