عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قالها الوغد الأمريكى دونالد ترامب، أول أمس، بلا خجل، وأمام العالم كله.. قال: لن نقع رهينة لأى عقليات أو روايات دينية فيما يتعلق بمدينة القدس، فى إشارة إلى «رحلة الإسراء والمعراج».. قالها الوغد الأمريكى ليعطى الضوء الأخضر للصهاينة بالإجهاز على ما تبقى للفلسطينيين فى القدس العربية المحتلة، لتهويدها بالكامل.

الآن.. تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلى بهدم بيوت العرب فى القدس بحجة أنها قديمة.. ولا تسمح بإعادة بنائها.. وتسحب بطاقات الهوية كى يعيش الفلسطينيون بلا هوية، وبلا شخصية، وبلا وطن ينتسبون إليه، تمهيدًا لطردهم وترحيلهم.

وتقوم الجرافات بمحاصرة المدينة العربية لتزرع فوقها مستوطنات ليهود قادمين من خارج الديار.. وعمليات الحفر تجرى تحت جدران المسجد الأقصى حتى يتداعى ويسقط وينهار ويقام فوقه هيكل سليمان.. وبيت لحم، مأوى كنيسة القيامة، تعزل عن محيطها العربى لتصبح أثرًا سياحيًا إسرائيليًا، يحج إليه المسيحيون عند الاحتفال بميلاد السيد المسيح.

كل هذه الجرائم تجرى فى وضح النهار تحت سمع وبصر العالم الذى يتشدق بالعدل والسلام وحقوق الإنسان.. لقد نام الضمير العالمى؛ لأن أصحابه يخافون من سطوة اللوبى اليهودى المتغلغل فى مراكز السلطة والمهيمن على عصب الاقتصاد، وأدوات الإعلام.. وهذا اللوبى قادر على إسكات أى صوت حر، سواء بالترغيب أو بالترهيب.. والتشهير إذا لزم الأمر.. فنحن نعيش فى عالم تتحكم فيه إرادة اليهود، وتهيمن على مراكز صنع القرار.

للأسف.. إسرائيل تمضى فى طريقها المرسوم منذ مائة عام لتهويد كل فلسطين، وليس القدس وحدها.. ولا مانع عندها من الإبقاء على الفلسطينيين أحياء لتشغيلهم عمالاً وزراعًا فى إمبراطورية يهوذا.. ونحن نمضى فى الطريق الذى رسمه لنا الغرب منذ ألف عام، أن نصير غرباء فى ديارنا.. ذيولاً للغرب، نستجدى منه الحماية والأمن والبقاء ونسأله الرحمة والغفران والصفح عما فعله أجدادنا بأجدادهم فى حطين والقدس والمنصورة.

إن إسرائيل لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بفضل هزالنا وضعفنا وتخاذلنا.. نحن لا نستأسد إلا على ابناء قومنا.. ولا نوجه السلاح إلا إلى صدورنا.. نحن الذين أعطينا لإسرائيل الفرصة لإذلالنا وإهانتنا، لأن كرامتنا هانت علينا.. نحن نكره بعضنا أكثر مما نكره إسرائيل.. وبعضنا يفضل الهرولة إلى تل أبيب على التعامل مع إخوته.

انظروا إلى الساحة العربية من الخليج إلى المحيط.. ستجدون البغضاء والاحقاد والضغائن والمؤامرات والدسائس.. كل منا يتربص بالآخر ويكيد له ويتمنى له الدمار والخراب والزوال.. فى هذه الأرض البور التى لا تنبت إلا خبثًا، ترعرعت إسرائيل واستفحلت وتضخمت حتى صارت قوة يخشاها الجميع ويرجون منها الرضا والأمن والسلام.

يا عرب.. لقد فرطتم فى كرامتكم، وانشغلتم بالتفاهات، وصرفتكم متع الحياة الرخوة الناعمة عن حياة الجد والكفاح والمواجهة مع عدو شرس لا يغفل عن سن السكين للإجهاز عليكم.

يا عرب.. إن لم تفيقوا.. فغدًا تساقون إلى المحرقة.. وما جرى ويجرى على أرض فلسطين هو «بروفة» لما سيجرى عليكم.. لا تظنوا انكم ستكونون بمنأى عن العذاب.. فما كان مستبعدًا بالأمس.. أصبح واقعًا اليوم.