تُعد الدورة الخامسة والعشرون، لمعرض القاهرة الدولى للسيارات «أوتوماك فورميلا ٢٠١٨»، هى الأضخم فى تاريخ «أوتوماك فورميلا»، حيث تتزامن هذه النسخة الاستثنائية مع الاحتفال باليوبيل الفضى للمعرض، وسط مشاركة غير عادية لعدد من كبريات الشركات الرائدة فى مجال السيارات.
يشهد المعرض المُقام على مساحة ٤٥ ألف متر مربع، الإعلان عن أكثر من ٥٠ موديلًا جديدًا، بجانب عرض نحو ١٠ سيارات كهربائية لأول مرة فى السوق المصرية.
وعلى ما يبدو، إن هذه الاحتفالية الضخمة، تستحق أن تكون نسخةً تاريخية، فهى على موعد مع حدث آخر مهم فى تاريخ المعرض وهو انتقاله من مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات، بمدينة نصر، إلى مركز مصر الدولى للمعارض والمؤتمرات، بالتجمع الخامس، والذى يضم أحدث قاعة فى الشرق الأوسط للمؤتمرات والمعارض، ويُعد بمثابة نقلة نوعية فى البنية التحتية لإقامة وتنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية.
على أية حال، أعتقد أنه بات من الضرورى الاستفادة من فعاليات المعرض السنوى الأهم فى قطاع السيارات، لحسم ملفين مهمين، أولهما، الإسراع فى وضع استراتيجية شاملة لدعم القطاع، وهو أمر أراه قد تأخر كثيرًا، ولكن أن يأتى الإصلاح متأخرًا أفضل من عدمه، فغياب الرؤية الواضحة تجاه صناعة السيارات والصناعات المغذية وعدم إعداد استراتيجية شاملة، يحد بشدة من فرص النمو، والقدرة على مواكبة الأسواق العالمية.
وإن كان الأمر الأول يتعلق بالجانب الحكومى، فإن الأمر الثانى، تقع مسئوليته على عاتق الوكلاء، فقبل أيام قليلة، أعطت الدولة الضوء الأخضر لشركات السيارات، لفتح آفاق جديدة، والتحول نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة، بعدما أصدرت قرارًا تشجيعيًا يتعلق بتخفيض الرسوم الجمركية على الطرازات العاملة بنظم تشغيل الغاز الطبيعى، و«الهايبرد»، بالإضافة إلى تقنين التعريفة الجمركية للفئات الكهربائية، وهنا يبقى دور المستثمرين، لاستغلال هذه الفرصة، والإسراع بجدية فى مواكبة هذا الاتجاه السائد لدى مصنعى السيارات فى جميع أنحاء العالم، بعيدًا عن استعراض العضلات، و«الشو الإعلامي».
والحق يقال، فإن «المنصور للسيارات»، و«جنرال موتورز»، كانتا أول المبادرين إلى اتخاذ خطوات جدية نحو التحول للسيارات الصديقة للبيئة، عقب تعديلات التعريفة الجمركية، بعدما أعلنتا، قبل 24 ساعة من انطلاق فعاليات «أوتوماك فورميلا 2018»، عن سيارتهما الجديدة الكهربائية «شيفورلية بولت»، والتى تدخل لأول مرة إلى السوق المصرية، وهو ما يعكس الرؤى المستقبلية للشركتين، لدعم التوجه الحكومى للتحول فى المستقبل نحو الطاقة النظيفة.