رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا أعمل في قناة بيراميدز، ولا أنتمي إلى الجماعة الإعلامية التابعة للنادي الأهلي والمنتشرة في مواقع الانترنت وصفحات السوشيال ميديا، واجتهادي في هذا المقال نابع من الرغبة الصادقة في الوصول إلى حلول كي لا يتطور هذا المشهد المؤسف إلى ما لا يُحمد عقباه.

 

كانت هذه مقدمة رأيتها ضرورية قبل تناول قضية المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية، والتي أراها مثل كرة الثلج، تتدحرج بسرعة شديدة وتقترب من دهس الجميع.

 

ارتضى مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب بوجود تركي آل الشيخ، منذ بداية ولايته، واستقبله الجميع استقبال الفاتحين، وتم منحه الرئاسة الشرفية، والإشادة به من رموز إعلامية تابعة للنادي الأحمر على قناته الفضائية، وتم تصوير الرجل داخل غرفة ملابس الأهلي بعد التجديد لأحمد فتحي وعبدالله السعيد في سابقة تاريخية غير مسبوقة.


وبعد نهاية شهر العسل بين الطرفين، تسممت العلاقة لأسباب غير معلومة، ربما أراد آل الشيخ المزيد من الشو الإعلامي والهيمنة في القرارات على حساب مجلس الأهلي، الذي أدرك أن الأمور تخرج عن نطاق السيطرة، وبدأ في محاولة الخروج من عباءة آل الشيخ، وهنا بدأت المعركة.

 

تحول الممول المحب للنادي الأهلي إلى "عدو لدود"، وبدأت الحرب الكلامية المباشرة وغير المباشرة بين الطرفين تأخذ منحى خطير، ولم ينتبه أحد من الجانبين إلى أن تلك التطورات ليست في صالح أحد، إلى أن وصلت إلى الذروة بهتاف الألتراس المسيء "طال عمره"، ثم قرار تركي آل الشيخ بالانسحاب من الاستثمار الرياضي في مصر.


لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، ويبدو أنها لن تتوقف، وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي في تأجيج الموقف، وسكب البنزين على النار، ودخل رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور طرفاً مسانداً لتركي آل الشيخ، ولا تزال المعركة مشتعلة.
 

ولعبت أطراف أخرى دوراً مؤسفاً في وصول الأزمة إلى ما نحن فيه الآن، فاتحاد الكرة الذي رفض تطبيق تقنية الفيديو، وأصرّ على موقفه في بداية الموسم، تراجع بإشارة من آل الشيخ، وساهم جنرال الإعلام الرياضي مدحت شلبي في قلب الطاولة على المسئول السعودي، بحديثه "السمج" عن صلاح محسن لاعب الأهلي ووصفه بأنه "صلاح تركي"، ومهاجمته لتطبيق تقنية الفيديو المعروفة باسم VAR وسخريته منه بوصفها حال تطبيقها في مصر بأنها ستكون مثل "الزار"، وبعد الفاصل وبيان تركي المطالب بتطبيق "الفار"، تراجع "شلبوكة" بصورة مضحكة.


وعلى الصعيد الكروي، فإن فشل تجربة بيراميدز الناجحة حتى الآن، يعني إجهاض أي محاولة للاستثمار الرياضي في مصر، وخصخصة الأندية، وهو التوجه السائد حالياً في جميع أنحاء العالم.

 

الكرة الآن في ملعب العقلاء من الطرفين، ومن المسئولين عن الدولة المصرية، لأن إدخال الألتراس واستغلالهم في السب واللعن، يعني "اللعب بالنار"، وكفانا ما حدث من هؤلاء المرتزقة ومن يقومون بتأييدهم، ويجب أن يكون مسئولو الأندية والرياضة المصرية والإعلاميين على قدر المسئولية في التعامل مع الأزمة، لأنها ليست بين تركي والأهلي وآخرين، بل يمكن أن تصل إلى الإضرار بعلاقة تاريخية بين شعبين شقيقين، مصر والسعودية.