رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

قد تفاجأ عندما تقرأ هذا السؤال، وتصاب بالدهشة والحيرة، وقد تضع بجوار السؤال سؤالا آخر: تقصد موقعة الجمل التى جرت أحداثها فى ميدان التحرير خلال ثورة يناير منذ سبع سنوات، سنة 2011، أم موقعة الجمل التى دارت عام 36 هجرية، منذ ألف و404 سنوات، بين الصحابة؛ بسبب الثأر من قتلة سيدنا عثمان بن عفان، وكانت بين الإمام على بن أبى طالب (ت سنة 40هـ) وبين الصحابيين الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله اللذين قتلا بالموقعة (سنة 36هـ)، وكانت تناصرهما السيدة عائشة أم المؤمنين؟

قبل 135 سنة، وعلى وجه التحديد سنة 1883، بعد عام من ثورة الزعيم أحمد عرابى، أصدر المستشرق الهولندى «مارتاين تيودور هوتسما (ت سنة 1943) لأول مرة كتاب تاريخ اليعقوبى ( توفى سنة 284 أو 292 هجرية)، وهوتسما كان أيامها مساعدا لمحافظ مخطوطات مكتبة جامعة ليدن، سبق وحصل سنة 1875 على دكتوراه فى: «النزاع حول العقيدة فى الإسلام»، وخلال عمله بقسم المخطوطات عثر على مخطوط كتاب التاريخ الخاص باليعقوبى (أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح)، فقام بتحقيقه ونشره فى طبعة من جامعة ليدن.

فى الجزء الثانى عند ذكر اليعقوبى لموقعة الجمل، جاءت الفقرة التالية صـ 213: «وأعطى (يقصد الإمام على بن أبى طالب) الناس بالسوية، لم يفضل أحدا على أحد، وأعطى الموالى كما أعطى الصلبية، فقيل له فى ذلك. فقال: قرأت ما بين الدفتين فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضلًا، هذا وأخذ عودا من الأرض فوضعه بين إصبعيه»، فى الهامش ذكر كلمة الصلبية، بأنها كانت فى المخطوط: صليه، وقام هو(هوتسما) بتصحيحها إلى: صلبية، بمعنى الصليبيين، وهو ما يعنى أن الإخوة المسيحيين انضموا إلى جيش الإمام على، وحاربوا تحت راية الصحابة الذين خرجوا طلبا للثأر ممن قتلوا سيدنا عثمان بن عفان، وبسبب مشاركتهم هذه قام الإمام على بن أبى طالب بمساواة جميع جنوده من المسلمين، والموالى (من غير العرب واعتق لإسلامه) والمسيحيين عند تقسيم الغنائم التى جمعوها بعد انتهاء الحرب.

والفقرة بحالتها هذه تتضمن عدة مغالطات، الأولى: تخص مصطلح الصلبية أو الصليبيين، هذا المصطلح أولا: لم يكن يستخدم فى عصر المؤرخ (اليعقوبى) الذى عاش فى القرن الثالث الهجرى.

ثانيا: المصطلح استخدمه المؤرخون المسيحيون ابتداء من سنة 1069 ميلادية، الموافق 461 هجرية، مع الحملة الصليبية الأولى، والتى أسفرت عن احتلال القدس سنة 1099م/492هـ، والحملة الثانية سنة 1147 م/541هـ، وفى سنة 1178م/582 هـ جرت واقعة حطين التى انتصر فيها صلاح الدين، والأجانب هم الذين استخدموه فى مؤلفاتهم، وقيل استخدم قبل ذلك بسنوات.

ثالثا: المؤرخون المسلمون الذين عاصروا الحملات الصليبية مثل: ابن القلانسى (ت 555هـ)، اسامة بن منقذ (ت 584هـ)، عماد الدين الكاتب (ت 597هـ)، ابن الأثير (توفى سنة 630هـ)، ابن شداد(ت 632ه)، ابن العديم (ت 660هـ)، ابن واصل (ت 691هـ) وغيرهم، لم يستخدموا مصطلح الصليبيين، واستخدموا مصطلح الفرنج. وللحديث بقية

 

[email protected]