رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نـور

> هل تابعت معركة «التختة» فى اليوم الدراسى الأول؟! هل شاهدت أولياء الأمور وهم يحملون أطفالهم للصعود فوق المواسير، للحصول على مقعد فى الفصول المتكدسة، قبل أن يخطف المقعد طفل آخر؟! المشهد كاشف، يؤكد صحة رأينا فى مشروع تطوير التعليم، كما قلنا مرارًا: هذا مشروع فاشل وغير مدروس، قمنا خلاله بالاستعانة بنماذج غير واقعية، وغير مناسبة للمجتمع المصرى، ولا ظروفه الاقتصادية الحالية!

> طبعًا.. الوزير طارق شوقى، ليس وزيرًا سياسيًا يمكن محاسبته، ومعاقبته انتخابيًا، وبالتالى فمن حقه أن يُطلق ما يريد من تصريحات عن تعديل غير منطقى لنظام التعليم، وتغييرات لم يستعد الناس لها، ولم تؤهل المدارس تدريبيًا، ولا اقتصاديًا لتنفيذها، وهذا هو الفارق بين ما نطالب به منذ سنوات، وبين ما يتم تطبيقه، فنحن نطلب أن يكون الوزير سياسيًا قادمًا من قلب الناس، يستطيع وضع تصريحاته على الميزان قبل إطلاقها، ويدرس الواقع قبل طرح رؤيته، ويضع فى حسبانه المجتمع والبيئة العامة قبل تنفيذ مخططاته، ولكن كل الحكومات لديها إصرار على أن يكون الوزير أكاديميًا، لا يعرف سوى التطبيق النظرى لمشروعات المناهج، دون الأخذ فى الاعتبار الواقع الذى تمر به البلاد! ولأن الدكتور طارق شوقى وزير غير سياسى، غير مدرك للواقع الذى نعيشه، أراد أن يُطبق فى بلادنا مشروعات تم تنفيذها فى بلدان لا يعانى أهلها من صعوبة المواصلات، ولا تعانى غياب القوة المجتمعية الدافعة نحو تطوير منظومة التعليم، ولا تواجه أزمة تسريب من التعليم الأساسى، ولاغياب «التختة» أو تكدس الفصول، فترك كل المشكلات الأساسية وتحدث معنا عن ضرورة استعمال «التابلت» ومنحه لأطفال لا يملك كثير منهم رفاهية توفر الإنترنت «الآمن» فى منازلهم، بل إن بعضهم لم يحصل على الحق فى تليفون أرضى!

> والأسئلة الموجهة للسيد الوزير، الذى يدلى بتصريحات، ويعقد مؤتمرات، ويستفز المجتمع كل يوم.. يا معالى الوزير: هل ستمنح الطالب «تابلت» دون تدريب؟ هل ستمنح نفس التابلت للمدرس؟ كيف ستقوم بتسجيل هذه اللوحة الإلكترونية فى ميزانية الوزارة بعد تسليمها للطالب.. عهدة.. أم هدية؟ وماذا ستفعل بعد أن تكتشف أن نصف هذه العهدة تم تسجيلها فى بند المفقودات؟ هل ستمنح الطالب تابلت بدل فاقد؟ أم ستقول له قل لولى أمرك الذى يعجز عن دفع المصروفات أن يشترى لك جهازًا بديلًا؟ وماذا سيفعل الوزير مع المدرس الذى يذهب إلى مدرسته بالميكروباص وأحيانًا بالأتوبيس، هل سينظر إليه بعين الرحمة «التابليتية» مثلما نظر للمناهج، وتطويرها النظرى؟ هل سيقوم بتحسين أحواله حتى يتمكن من شرح ظروف التابلت وأحواله المنهجية؟! هل يستطيع زيادة راتب مدرس الابتدائى أو الإعدادى إلى خمسة آلاف جنيه شهريًا؟ وهو الراتب الذى يتناسب مع جودة نظام التعليم الذى يريده الوزير، فلا يمكن للمدرس الذى يعانى للوصول إلى المدرسة أن ينجح فى توصيل المعلومة دون راتب يغنيه عن سؤال اللئيم! هل تستطيع يا معالى الوزير.. هل تستطيع؟! طبعًا.. وقطعًا لا يستطيع!!

> منهجية وزير التعليم للتطوير والتى منحها عنوان: «خطة بناء الإنسان المصرى» تحتاج إلى مراجعة، ومناقشة مجتمعية، لأنها ليست مجرد خطة جزئية، يمكن التراجع عنها عند فشلها، مثلما حدث مع الكثير من خطط التعليم التى تمت تجربتها فى الشعب المصرى خلال السنوات الكثيرة الماضية، ولا يكفى أن يقول لنا الوزير، كلامًا كبيرًا، لا نفهمه، حتى نقتنع بأن خطته، تتناسب معنا، ومع ظروفنا الاقتصادية والمجتمعية الحالية، ولا يمكن أن نقول له (آمين) لمجرد إعلانه (التعاقد مع شركة «بيرسون» الأمريكية لتدريب الكوادر المصرية على كيفية وضع وبناء الأسئلة وحفظ المعلومات وتوفير الأجهزة التى سيتم تحميل كل النظام التعليمى عليها) فالنظام الأمريكى فى التعليم مستقر على «سيستم» تطور تدريجيًا عبر سنوات طويلة، ولم يتم التوصل إلى النظام الحالى خلال يوم وليلة، فالمسألة نتاج لأعمال فكرية مدروسة عبر سنوات طوال، نتج عنها الوصول للنظام الحالى! ولا يجوز أن نتحول إلى مجرد وسيلة لتطبيق نظام تعليمى يصلح لدولة عظمى، طبقًا لظروفها الراهنة، وليس بالضرورة أن يتناسب معنا طبقا لظروفنا الحالية، وإلا فعلى السيد الوزير أن يضمن لنا خلال عشر سنوات على الأكثر، تحقيق معدل اقتصادى يتساوى معهم، وتحقيق طفرة صناعية كبرى، وتحقيق إنجازات تكنولوجية هائلة، والإعلان عن مشروعات متطورة فى الطب والعلوم والفضاء!

> الحكاية ليست نظام التعليم، ولكنها الظروف الاقتصادية، والمجتمعية، التى يمكن معها تطبيق هذا النظام!

[email protected]