رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ما يحدث اليوم فى البصرة بوجه خاص من حرائق وشغب ومطالب مشروعة من حق المواطن على أن توفرها له الدولة من ماء صالح للشرب وكهرباء ونظافة وطرق معبدة وتعليم وصحة وحياة كريمة ينعم بها، كل هذا حق مكتسب لديه لا غبار عليه، لكن ما يؤخذ عليه هو أن يشهر السلاح فى وجه الجيش أو يقوم بإتلاف مؤسسات الدولة وممتلكاتها مدفوعاً من المحتل لأرضه بالقوة، هنا يكون العتاب على المواطنين الذين مازالوا تخدعهم إثارة الفتن التى يفتعلها الغريب المحتل لكى لا تنهض بلاده وتظل هكذا غارقة فى الفتن المذهبية والطائفية فلا يمكنه من التقدم والرقى نحو ما هو أفضل له ولوطنه.

البصرة هى المحافظة الاقتصادية الكبرى التى بها 85% من حقول البترول كان من الواجب على الحكومات المتعاقبة منذ الحكم الملكى حتى اليوم أن تكون محط أبصارهم وعنايتهم واهتمامهم لتكون أفضل المحافظات العراقية، إلا أن الإهمال والنسيان التى كان من نصيبها دون غيرها، من المؤكد له أسبابه السياسية عند كل حكام العراق وصولاً للعبادى الذى ادعى أنه انشغل بحرب الجماعات التكفيرية وطلب من واشنطن العودة لبغداد لمساعدته فى تحرير البلاد مفروضاً عليه كتابع وليس بإرادته واختياره، لأنه لو كان ذلك باختياره لكان أول بند فى الاتفاقية المبرمة بينهما هو جلاء هذه القوات فور انتهاء العمليات العسكرية وتحرير الأرض حتى آخر شبر فيها، لكن للأسف أنه وافق على كل البنود التى فرضتها عليه واشنطن، ومن أولها أن تبقى القوات الأمريكية فى شكل خبراء حتى تأمن له عدم عودة التكفيريين حيث كانت الخديعة الأمريكية له أن طلبوا من الكرد فى الشمال أن يخبئوا عشرات المئات منهم لحين الاحتياج اليهم.

فمتى كان هذا الاحتياج؟.. بمجرد أن بدأت انتهاء فترة عملياتهم فى الانتهاء وعودة ترشح رئيس الوزراء لفترة ثانية، وقرائتهم بعدم رضا الشعب عليه، وإصرارهم على انتخاب من يصلح أو من يطالب برحيل القوات الأمريكية، هنا بدأت الفتنة بين فئات الشعب وبين المذاهب تؤججها واشنطن وتأمر الجماعات التكفيرية بالاشتباك من جديد مع الشعب والجيش وقوات الأمن.

منذ أن رست القوات الأمريكية فى بغداد ودمشق، لم يكن لهل هدف غير عودتها لاحتلال البلدين وتقسيمهما لتطبيق الاتفاق مع شركائها المقربين، لكنها اصطدمت بخيبة أمل لتحقيق ما انتوته، فقام الجيش العراقى ومعه المقاومة الشريفة من كل الأطياف بمساعدة الجيش واستطاعوا تحرير أرضهم من الجماعات التكفيرية التى مهدت لها واشنطن الدخول إلى بغداد ودمشق ووفرت لهم هى وحلفائها المال والسلاح والمؤن الغذائية والآلات الحربية الثقيلة وكل الأسلحة الحديثة الذكية، من أجل الاستيلاء على البلدين، لكنها للأسف هزمت فى كلاهما واستطاع الجيش العربى السورى وحلفاؤه أن يخيب آمالهم.

بذلك تكون واشنطن قد نجحت فى مد أجل الحرب وبقائها وفرض شروطها، كل هذا من أجل حماية المحتل الصهيونى بالأرض المحتلة.

خابت آمال الأمريكان والصهاينة فكان عليهما استخدام الخطة البديلة للبقاء فى بغداد ودمشق، هذه الخطة هى زعمهم بأن الدولة السورية إذا استخدمت الكيماوى أثناء شن الحرب على إدلب فانها هى وحلفاؤها سيضربون دمشق وأعدوا العدة على ذلك وأعلنت لندن وباريس مشاركتهما لأمريكا فى هذه العملية، وبالمثل قامت بخطة بديلة لبقائها ببغداد، هى إعطاء أوامر بإثارة الفتن ولداعش الكامن فى الشمال ببدء التحرك وضرب أهداف فى البصرة ممكن تمتد إلى محافظات أخرى، وتكون بذلك أوجدت الحجة لبقائها بالعراق لضرب المسلحين كما تدعى.

[email protected]