رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لم أستطع حبس دموعى وأنا أطالع خبر مصرع إبراهيم حسن التلميذ بالصف الثالث الابتدائى بمدرسة الزهراء الابتدائية التابعة لإدارة بلقاس التعليمية دهسًا تحت أقدام زملائه الذين كانوا يتسابقون للوصول إلى الفصول لحجز التختة الأولى أو الصف الأول فى أول يوم دراسى فسقط زميلهم إبراهيم ذو التسع سنوات على السلالم من شدة التزاحم وداسوه بأقدامهم ـ دون قصد ـ وفاضت روحه أثناء محاولة إسعافه.

ونفس المشكلة حدثت فى بنى سويف بين أولياء الأمور عندما ذهبوا إلى المدارس مبكرًا فى أول يوم دراسى ووقعت بينهم مشاجرات على حجز الصف الأول لأبنائهم فى الفصول أدت إلى تدخل الشرطة!!

حزنى وبكائى على إبراهيم لأنه تعرض لعملية قتل مجانى ليس له ولا أسرته ذنب فيها ،هو مثله مثل كل الأطفال كانوا يحلمون ببدء العام الدراسى الجديد وارتداء الملابس الجديدة، ومقابلة بعضهم البعض بعد إجازة طويلة، وكان إبراهيم يحلم بمستقبل عريض ينتظره عندما يتخرج طبيبًا أو مهندسًا أو ضابطًا مثل كل أحلام الأطفال عندما نسألهم ماذا تحب أن تكون، ومثله مثل باقى الأطفال بات الليلة السابقة على اليوم الدراسى الأول وفى حضنه ملابسه الجديدة بعد أن قام بإجراء عدة بروفات عليها، واستيقظ فى الصباح الباكر، وارتدى ملابسه، وحمل حقيبته وبها السندوتشات والزمزمية، ووصل إلى المدرسة، وسلم على زملائه، ووقف فى الطابور وحيا العلم، وودع الحياة، فى موقف حزين بكى عليه زملاؤه الذين داسوا عليه تحت أقدامهم لأنهم لا يقصدون قتله أو حتى إصابته لأن كلًا منهم كان معرضًا لنفس مصير إبراهيم لو سقط تحت الأقدام أثناء التدافع، ولكن من المذنب فى هذه الجريمة الوحشية التى قتل فيها طفل كان أمامه مستقبل وأسرة فقدت فلذة كبدها فى غمضة عين مما يجعلنا نقول بأى ذنب قتل هذا الملاك البرىء، الذى قتل إبراهيم هو الإهمال وفشل الإدارة فى المدرسة، والإهمال أيضًا وفشل الإدارة هو الذى جعل أولياء الأمور يتشابكون بالأيدى فى مدارس بنى سويف لحجز مقاعد متميزة لأبنائهم فى الفصول، هل هذا معقول، إن النظام الجديد للتعليم سيكون محكومًا عليه بالفشل إذا استمر هذا التسيب والإهمال فى المدارس، فالإدارة الفاشلة لن تقدم تعليمًا ناجحًا، الإدارة بشكل عام فى كل مكان هي المسئولة عن النجاح أو الفشل.

كنا تلاميذ فى المدارس، وكانت مدرستنا وتقريبًا فى كل المدارس هى التى تحدد طريقة الجلوس فى الفصول من خلال عدة اعتبارات منها التلاميذ قصيرو القامة والذين يرتدون نظارات طبية يجلسون فى المقاعد الأمامية كما كان يتم وصول التلاميذ إلى الفصول، من خلال تلميذ واحد يطلع على السلم، وخلفه زميله وهكذا حتى ينتهى تلاميذ الدور فى الوصول إلى فصولهم أو من خلال الحروف الأبجدية يتم النداء على التلاميذ فى الطابور، أو من خلال الواقف فى أول الطابور يتجه إلى فصله، وخلفه زملاؤه. طرق كثيرة كانت تؤدى إلى الانضباط وبالتالى انضباط العملية التعليمية، وما نراه حاليًا هو سوء إدارة فى المدارس يجب أن يتغير إذا أردنا تعليمًا مختلفًا، ولن تتغير الإدارة الفاشلة فى المدارس إلا بقرارات بتر للفاشلين والمتسيبين.