رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مذبحة وزارة الثقافة!

صحيح أن بعض قيادات وزارة الثقافة بقيت عقوداً طويلة فى كراسيها، وأفسدت الثقافة وقامت بدعم جهود فاروق حسنى لترويض المثقفين! وتحوم شبهات فساد حول بعضهم ولكن ما يفعله وزير الثقافة الحالى ليس تطهيراً ولا محاربة للفساد ولكنه مذبحة شاملة لقيادات وزارة الثقافة الصالح والطالح معاً! وإحلالاً لقيادات جديدة لها معتقد ثقافى مغاير وغامض! والوزير المجهول الساقط فوق رأس المجتمع الثقافى المصرى بشكل فجائى هو أول أزهرى فى تاريخ وزارة الثقافة

ويؤكد الكثيرون أنه جاء ترضية لمؤسسة الأزهر بعد أن أغضبها سابقه د. جابر عصفور بتصريحاته فقط!

فضيلة شيخ الأزهر طالب وزير الثقافة مؤخراً بضرورة تجديد الخطاب الثقافى! وهو أمر طيب ولكن يجب تحديد ماهية الخطاب الثقافى أولاً؟ ثم هل يحق للأزهر التدخل فى تشكيله؟ وهل يرتب ذلك حقوقاً للجماعة الثقافية بمؤسساتها فى تجديد الخطاب الدينى؟ وهل انتهى الأزهر من مطلب الرئيس «السيسى» له بتجديد الخطاب الدينى فتفرغ لتجديد الخطاب الثقافى؟

يشير الكاتب الصحفى والمثقف المستنير محمد بغدادى والذى عمل مستشاراً إعلامياً لوزيرين هما د. جابر عصفور والوزير الحالى ثم استقال، إلى رغبة قيادات دينية رفيعة طالبت وزير الثقافة الأزهرى بسرعة التخلص من الليبراليين والعلمانيين بالمجلس الأعلى للثقافة! وأكد أن هناك خطة سرية يقودها النبوى لتصفية المجلس الأعلى للثقافة وشرح فى عدة مقالات بمجلة روز اليوسف أبعاد مؤامرة ومخطط لتمكين خلايا الإخوان والسلفيين من مفاصل وزارة الثقافة! وأن المؤسسة الدينية طالبت وزير الثقافة بنشر مشايخ السلفيين فى قصور الثقافة الجماهيرية كبديل لفرق المسرح والفنون التشكيلية والسينمائية والغناء.

ويتم بغدادى شهادته بقوله إن الفساد المستشرى فى مؤسسات الدولة المصرية يتضافر مع الكهنوت الدينى والسلفية الأصولية لتقويض مشروع الدولة المصرية المدنية الديمقراطية الحديثة! وعندما اتهم وزير الثقافة الأزهرى بأخونة وزارة الثقافة ألقى بالكرة فى مرمى الأجهزة الرقابية قائلاً إنها ستقر معه هذه الاختيارات الجديدة للقيادات!

وهنا مكمن الخطر القادم، لأن التنظيم الدولى للإخوان له خلاياه النائمة التى لا تمارس أى نشاط يكشف هويتها ومطلوب منها الترقى وتقلد المناصب العليا ثم وقتها تستطيع مساعدة التنظيم بكشف أسرار الدولة وبإصدار قرارات تخدم التنظيم الدولى وهى خطة رسمها بدقة الآباء الأوائل للتنظيم وموجودة فى مخطوطاتهم وأضابيرهم الأولى.

إن سنوات التجريف الثقافى المتعمد وإقصاء المثقف المستنير واضطهاده، وسقوط بعض المثقفين فى وضع التبعية للسلطة، هو ما خلق هذا الوضع الشائه الآن، وهذا ما يدعو لسؤال جوهرى: هل تحققت أهداف اعتصام المثقفين والتى تحل ذكراها هذه الأيام؟ الإجابة: لا بكل تأكيد! فكما فشلت ثورة يناير فى القضاء على الفساد والاستبداد السياسى بشكل كامل حيث سرعان ما ظهر متمثلاً فى حكم مرسى! فقد فشلت ثورة يونية فى اجتثاث شأفة الإرهاب والفاشية الدينية القابعة والمتمترسة فى مفاصل الدولة بشكل كامل فبقيت خلاياهم النائمة المزروع أكثرها زمن مرسى قابعة فى مفاصل الدولة تهدد قاطرة المستقبل.

ما يدعو للتفاؤل أن الشعب مازال قابضاً على جمر ثورتيه منتظراً استكمالاً لأهدافهما، كما أن الجماعة الثقافية التى تجمعت لأول مرة فى التاريخ وأسقطت وزير الثقافة ونظام الإخوان كاملاً مازالت موجودة، وإذا توانت فسيذكرها التاريخ بالعار لأنها ذبحت دون حتى أن تصدر صوتاً! وهناك قيادة سياسية وطنية وواعية أؤمن أنها ستجرى تغييراً وزارياً شاملاً أصبح حتمياً وصار من ضرورات الأمن القومى والـتأخر فى إجرائه لن تحمد عقباه.

 

خبير إعلامى

[email protected]