رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

أعتقد أن هذا حلم صعب المال، وإذا كانت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط كشفت عن تضخم جيش الموظفين.. فلماذا لم تقترب من جيش السعاة؟!، وإذا كان عندنا موظف لكل 14 مواطناً.. فإن عندنا ساعيا لكل موظف.. وهم يشكلون ما جعلنا أكبر دولة عندها جيش من السعاة ـ وهذه كارثة ـ والطريف أننا نقلنا هذا الوباء الى الدول العربية الشقيقة  حولنا ـ وهم فئة لا تقدم إنتاجاً.. أى إنتاج.

ومهمة الساعى هى نقل الأوراق من موظف الى آخر. أو توفير الخدمات للموظفين أنفسهم.. من شاى الى ساندويتشات الى أطباق الكشرى، وربما شراء الخضر للموظفات ليقمن بتجهيزه استعداداً لاستكمال الطبخ.

< ووجدت="" نظاماً="" ـ="" فى="" ألمانيا="" مثلاً="" ـ="" عبارة="" عن="" قنوات="" متحركة="" تمر="" بين="" مكاتب="" الموظفين="" يضع="" فيها="" الموظف ="" الأوراق="" والملفات="" لتصل="" الى="" الموظف="" المطلوب.="" أما="" حكايات="" البوفيه="" فى="" كل="" مكان،="" فهذه="" مرفوضة="" تماماً..="" وبدلاً="" منها="" «فترة="" راحة="" وسط="" النهار»="" ليشرب="" فيها="" الموظف="" ما="" يشاء="" أو="" يتناول="" إفطاره.="" أما="" كارثة="" جلوس="" ساع ="" على="" باب="" كل="" غرفة="" فهذه="" تترك="" مجالاً="" للرشوة="" أو="" للوساطة="" أى="" يكون="" الساعى="" وسيطاً="" بين="" الموظف="" وبين="" من="" له="" مصلحة..="" وعلى="" قدر="" ما="" تدفع="" للساعى..="">

وأتذكر هنا أنه كان فى وسط صالة تحرير جريدة الأخبار مصعد صغير نصف متر فى نصف متر لنقل البروفات والصفحات ما بين سكرتير التحرير والمطبعة.. لتوفير ما أمكن توفيرهم من السعاة.. وأسرع أيضاً كان ذلك بداية لتحديث نظم العمل عندنا من الخمسينيات.

< وربما="" يكون="" تضخم="" الجهاز="" الوظيفى="" المصرى="" سببه="" وجود="" جيش="" السعاة..="" وبالطبع="" يحصلون="" على="" الحوافز="" والبدلات="" والأرباح="" غير="" الرواتب..="" أما="" أكبر="" دخل="" لهم="" فهو="" ما="" يتكسبونه="" من="" خدمات="" للمترددين="" على="" هذه="" المصلحة..="" وما="" يحصلون="" عليه="" من="" هبات="" الموظفين="" والموظفات..="" ويا="" سلام="" على="" ظاهرة="" البوفيه="" فى="" كل="" مكان..="" وكله="" بالحساب،="" أول="">

ويرى بعضنا أننا بذلك نوفر فرص عمل بالذات لمن لا يعرفون القراءة أو الكتابة.. وكأننا بذلك نساعد على زيادة عدد الجهلة عندنا.. وأتذكر هنا كيف أن رجل القانون الكبير الراحل عبدالعزيز فهمى الذى واجهته أرملة بأن زوجها الذى كان يعمل بإحدى المحاكم قد  مات وليس عندها ما تنفق منه على أولادهما..  هنا قرر عبدالعزيز فهمى باشا ـ وكان وزيراً للعدل ـ تعيين حمار الأسرة وصار الحمار موظفاً  بالدولة.. وكان قراراً إنسانياً ولكنه صار حدثاً.

< هل="" يمكن="" إعادة="" تأهيل="" جيش="" السعاة="" وتحويلهم="" «كلهم»="" الى="" قوة="" عاملة="" إيجابية..="" مقدمة="" لتخفيض="" عدد="" العاملين="" بالدولة="" وشركاتها؟="" نقول="" ذلك="" لأن="" متوسط="" عمر="" هؤلاء="" السعاة="" يدور="" حول="" الثلاثين="" فكيف="" نستفيد="" منهم..="" ليضيفوا="" الى="" الناتج="" القومى="" بدلاً="" من="" أن="" يستمروا="" قوى="">

تلك قضية تحتاج الحسم.