عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

هل يشتاق الطالب الآن إلي المدرسة.. ويحن للذهاب إليها كما كان جيلنا في الأربعينيات وما بعدها.. أم أصبح لا يطيق الحديث عنها.. ويكاد يهرب..

كنا زمان نستعد ليوم العودة، ليس فقط لنلتقي الأصدقاء والزملاء.. ولكن أيضا بسبب ما كان فيها من ملاعب- لكل الألعاب الرياضية- ومن قاعة الجمبيزيام وغرف الاشغال وغرف النشاط من زراعة إلي معامل لصنع الصابون والروائح والتماثيل.. ويا سلام علي غرفة الموسيقي، حيث الحصص المقدسة لنعزف علي الكمان وعلي غيره.. ثم دورات المياه شديدة النظافة بعضها للتلاميذ الصغار.. وبعض للكبار.. ثم للمدرسين..

كنا نحلم بالعودة إلي المدرسة.. بالملابس الجديدة والحذاء الجديد. والمطعم الذي كان يقدم لنا وجبات ساخنة: أرز. ولحوم. وخضار. أو فراخ أو أسماك مشوية أو مقلية.. والحلو: موز وبرتقال ويوسفي.. ونستعد بالاستحمام.. وحلق شعر الرأس.. وقص الأظافر.. ومكوة الطربوش.. أما الكتب فكانت المدرسة تقدمها لنا مجاناً مع الكراريس والأقلام والمساطر والأحبار حتي النشاف.. كله مجاناً. وبالنسبة لي شخصياً كنت أحن لمكتبة المدرسة، حيث قاعة للمطالعة.. ونظام للإعارة.. وحيث العالم المنفتح أمامنا..

< بل="" كنا="" نحن="" للإذاعة="" والصحافة="" المدرسية،="" حيث="" تقدم="" لنا="" عرضا="" ثقافيا="" يوميا="" ونعرف="" ما="" يجري="" في="" العالم..="" وفي="" مصر..="" ولم="" يكن="" أحد="" من="" جيلنا="" يهرب="" من="" المدرسة..="" وكان="" الحضور="" والانصراف="" منظماً.="" ونحرص="" علي="" الذهاب="" إلي="" المدرسة="" حتي="" يومها="" الأخير..="" وكان="" أساتذتنا="" زمان="" يتفرغون="" لنا="" ونتحلق="" حول="" المدرس="" في="" حديقة="" المدرسة،="" وكان="" بها="" ثلاث="" حدائق،="" أو="" نجلس="" حوله="" فوق="" سطح="" المدرسة="" لكي="" يعيد="" لنا="" الدروس="" المهمة="" أو="" التي="" تحتاج="" إلي="" مراجعة..="" وكل="" ذلك="" بالمجان.="" حتي="" فصول="" التقوية="" كانت="">

< الآن..="" هجر="" التلامذة="" المدارس="" والفصول.="" فهم="" نادراً="" ما="" يذهبون="" إليها="" بل="" يتجهون="" ومباشرة="" من="" بيوتهم="" إلي="" الدروس="" الخصوصية..="" وإلي="" السناتر="" وادفع="" يا="" أولي="" الأمر..="" وتكاليف="" العودة="" للمدرسة="" باتت="" رهيبة="" للغاية="" من="" ملابس="" خاصة="" وأحذية..="" وملابس="" لحصص="" الرياضة..="" ومصروفات="" المدرسة.="" وحجز="" مدرس="" خصوصي="" لكل="" مادة..="" ليس="" فقط="" الرياضيات="" والاحياء="" والكيمياء="" وكل="" اللغات..="" بل="" ربما="" أيضا="" في="" الرسم="" والدين="" وهنا="" لا="" يملك="" الأب="" إلا="" أن="" يبيع="" هدومه="" ليلبي="" طلبات="" المدرسة..="" وهذا="" للقادرين..="" أما="" غيرهم="" فليس="" أمامهم="" إلا="" الله="" سبحانه="">

< وأصبح="" كل="" شيء-="" في="" موسم="" العودة="" للمدرسة-="" له="" ثمن..="" وبات="" الأب="" مضطراً="" إلي="" الاشتراك="" في="" الجمعيات="" ليدبر="" بعض="" هذه="" التكاليف..="" وقد="" يستدين..="" أو="" يستبدل="" جزءاً="" من="" معاشه..="" ومن="" المؤكد="" أن="" ذلك="" كله-="" بكل="" الاعباء-="" وراء="" هروب="" الكثيرين="" من="" المدرسة.="" وسبب="" التسرب،="" بل="" السبب="" الأساسي="" في="" عجزنا="" عن="" الحد="" من="" الأمية="" التي="" مازالت="" متفشية="" بين="" المصريين="" بنسبة="" رهيبة="" تتجاوز="" 40٪="" من="">

والطريف أن أعباء دخول المدارس تأتي بعد مواسم تسحب من المصريين ما يتبقي من مال مثل شهر رمضان بصيامه.. وطعامه.. ثم عيد الفطر بالكحك والغريبة وتوابعهما.. وملابس العيال قبل ليلة العيد..

< ورغم="" ذلك="" مازلت="" أحن="" ليوم="" العودة="" للمدرسة="" لأنها="" كانت="" جاذبة="" ويعشقها="" الكل..="" أما="" الآن..="" قولوها="">