عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخريطة في منطقة الشرق الأوسط تتغير بقوة الآن؛ ومن كانوا أعداء يتصالحون ويبلعون لبعضهم سقوط الطائرات؛ ويتلم الشامى على المغربى؛ وتصبح إيران وروسيا وتركيا وإسرائيل أيضاً مصالحهم واحدة فى الفترة الأخيرة من الحرب السورية؛ كل هذا الاحتقان الدولى المتصاعد على خلفية التطورات السورية، هناك أمر بالغ الخطورة يكاد يختفى عن الأنظار بعد أن كان ملء السمع والأنظار، وهو الحرب على تنظيم «داعش» ومصير الآلاف من مقاتليه، واحتمال عودته على شكل شبكات سرية تعمل تحت الأرض بعد أن فقد كل شىء فوقها.

وبالطبع أكبر الساحات المرشحة لذلك هي ليبيا، فالوضع في ليبيا، ووجود عناصر فيها أعلنت انتماءها لـ«داعش»، واستمرار حالة الانقسام والحرب الأهلية فيها، يجعلها ساحة مثالية لكى يعاد إحياء التنظيم فيها، حتى بمسميات جديدة. وكانت تليها سيناء فى مصر وهذا أحد أسباب الحرب على الإرهاب والسيطرة من الجيش المصرى عليها. إلى جانب أنه سيظل للتنظيم بضع جيوب في العراق وسوريا، مع توسيع الرقعة آسيويا وأروبياً معتمداً على بقاء جاذبية أفكاره التى جلبت له آلاف المتطوعين من الدول العربية والأوروبية وجمهوريات القوقاز.

مع الأخذ فى الاعتبار فشل استخدام بعض الأطراف الدولية معركة إدلب كمنصة لتفكيك المعادلة الثلاثية القائمة بين روسيا وإيران وتركيا وانعكاس ذلك على سيناريوهات الحل النهائى للأزمة السورية؛ وهو ما قد يساعد على الانتشار «الداعشى» فى أماكن شتى من بقاع الأرض وبقاء العلامة المسجلة «داعش»؛ حتى وإن أخذت مسميات جديدة! خاصة أن هناك تقريراً للأمم المتحدة تقدمت به «لجنة رصد العقوبات» يؤكد أن بنية تنظيم «داعش» ما زالت سليمة مع  استمرار نشاط بعض أهم مكاتبه (أو دواوينه) وهى مكتب التجنيد والمكتب المالى ومكتب الهجرة واللوجستيات.

مع الأخذ فى الاعتبار أن التطرف والإرهاب لا يكبران بقدراتهما الذاتية وحسب، بل إن التعقيدات الإقليمية والدولية والثغرات الناشئة عن التنافس بين الدول تساعد التنظيمات المتطرفة من أمثال «داعش» وغيره على النمو وتوفر لها البيئة المناسبة للبقاء على قيد الحياة. فمع خسارة «داعش» مساحات كبيرة من المناطق، ما زال فى حوزته مخزون من الأسلحة، ما يعنى أن خطره يبقى سارياً؛ والمؤشرات تؤكد أن «داعش» سوف يحاول وضع بصمة له فى قلب آسيا، وحيث حقق مكاسب خلال السنوات الأخيرة؛ وسيبحث عن موطئ قدم له فى أفغانستان وباكستان ووسط آسيا من أجل إحياء فكرة خلافته».

وجميعنا يذكر أن تنظيم جند الله، فرع «داعش» فى باكستان، هو من نفذ حادث إطلاق نار جماعى ضد حافلة فى كراتشى، فى مايو 2015؛  بالإضافة لأفغانستان وباكستان، أنشأت تنظيمات تدين بالولاء لـ«داعش» بؤراً لها فى مناطق أخرى حول العالم، بما فيها مناطق فى القوقاز، وشبه الجزيرة العربية، وشمال وجنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، وفى جنوب شرق آسيا، خاصة فى جنوب الفلبين. وباستخدام وسائل تواصله الاجتماعى وشبكته الافتراضية، تمكن «داعش» من إيصال خططه الدموية إلى جهاديين محتملين عبر العالم. لذلك ومع الأجواء المشحونة فوق المشهد السورى، وما ترتب عليها من انشغال كافة الأطراف بالتنافس فيما بينها والصراع على مصالح مختلفة، وأهمها «حرب الطاقة» مما يعنى أن الأوضاع تمثل انحرافاً خطيراً عن بوصلة القتال ضد الإرهاب وتنظيماته وتضع مكاسب المعارك التى تحققت ضده على المحك، ولا سيما أن بعض الأطراف قد تجد من مصلحتها ضخ الدماء فى شرايين بعض التنظيمات الإرهابية لاستخدامها ضد خصومها في المنطقة سواء حافظت على مسمياتها القديمة أم اتخذت لنفسها اسماً جديداً؛ فللأسف أننا نعيش فى عالم من الانتهازية يفعل كل شىء لمصالحه الخاصة على حساب الأبرياء المعرضين للإبادة بسبب انتشار الإرهاب وجماعاته فى بلادهم.