رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

أبحث دائماً عن الوجوه المشرقة فى بلدى، وأنقب عن النماذج المشرفة فى كل المجالات، وأعتقد أن هذا من صميم عمل الكاتب الذى يضيء شمعة تنير سماء الكون.

لمَ لا وقد تعبنا من رؤية النماذج المشوهة فى الحياة وفى الفن بعد أن أصبح الشارع المصرى أشبه بحلبة مصارعة الثيران، كل واحد يتنمر ويستعد لافتراس الثانى وإسالة دمه.

ونموذج اليوم والذى أفخر وأسعد أن أقدمه لكم، هو نموذج الأستاذة نسرين محروس: مديرة مدرسة الرشاد الاعدادية بأسيوط فهى بحق ست بميت راجل.

فماذا فعلت الست نسرين؟، تعالوا نقرأ قصتها، كما طالعتها على صفحة الأستاذة نادية حليم بالفيس بوك.

فقد تم نقل الأستاذة نسرين للمدرسة، قبل أسبوع من دخول المدارس، فوجدت المدرسة لا تصلح أبداً لاستقبال طلبة بعد كام يوم.

فهل سكتت الست الناظرة وأعلنت عجزها؟!، لا وألف لا، فقد شمرت يديها ومسكت آلة كده زى المنجل، ونزلت حوش المدرسة تقطع الحشائش الجافة المختلطة بقدر كبير من الطوب والزبالة حتى جعلتها فى أحسن حال.

وكل ذلك بمساعدة رجل واحد، هو الإخصائى الاجتماعى بالمدرسة.

وفى مداخله تليفزيونية معها، قالت إنها مش ممكن تقبل الولاد يدخلوا المدرسة، وفيها كل الزبالة والمخلفات دى.

وتساءلت كيف سيقفون فى الطابور؟

حيلعبوا فين فى الفسحة؟

طيب مش كفاية كده، لا بل الست الناظرة أنها كمان بتنضف الحمامات بيديها.

وبتقول الكلام ده بكل هدووووء.. وثقة.. واحترام لنفسها.

ولما سألها المذيع وليه ما أنتظرتيش العمال لما ييجوا يعملوا الشغل ده؟

أجابت: ما فيش عمال.

على مستوى المدارس بمحافظة أسيوط مفيش عمال!

معقولة؟

إيه يا وزارة التعليم؟.. فين الستة ملايين موظف وعامل اللى الدولة متحملة مليارات أجورهم؟

وكتير منهم بيمضى ويروح.. أو قاعد بيفطر ويشرب شاى.

أو قاعد فاتح النت ومستنى لما الجرس يضرب عشان يقوم يروح؟

فين التوزيع العادل للعمالة؟

طبعاً الست الناظرة اللى على المستوى ده من الأداء المهنى المحترم، بنرفع لها القبعة وننحنى أمامها احتراماً.

ابحثوا عن كل نسرين محروس، بين موظفى الجهاز الإدارى للدولة، وكافئوهم، واشكروهم، وعرفوهم إن عملهم الدؤوب والعظيم، الدولة شايفاه ومقدراه.

فعلاً والله مصر محتاجة لمليون من أمثال الأستاذة الفاضلة نسرين محروس.