رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ فترة وأنا أتابع التجربة التعليمية الجديدة، واطلعتُ تفصيليًا على المحاور الخمسة التي ترتكز عليها والتي تتخذ من الفهم منهجًا في تحصيل المعلومات وتنسف مفهوم الحفظ والتلقين، وتُطوع التكنولوجيا وأساليب العلم الحديث لخدمة العملية التعليمية وتطويرها، سواء عن طريق توفير محتوى تعليمي رقمي متميز للطالب، أو بنية تحتية تكنولوجية متطورة، أو تطوير للمناهج على أساس علمي سليم، أو استخدام أسلوب جديد في التصحيح وهو التصحيح الإلكتروني، أو تدريب المعلمين وتطوير قدراتهم، ولا شك أن المحاور الخمسة تحتاج لتنفيذها مجهودا وإمكانيات ضخمة.

ولكن، كنت أتمنى من وزير التربية والتعليم أن يتم إدراج محور آخر يُعلي من قيم التربية ويضعها جنبًا إلى جنب مع التعليم، محور يجعل المدرسة شريكا أساسيا مع أولياء الأمور في إرساء قواعد التربية السليمة.

فلمَ لا تستعيد المدرسة دورها المفقود في تعزيز النسق القيمي للمجتمع؟

لم لا تقوم المدرسة بتدعيم جوانب الهوية الثقافية المصرية؟

لم لا يتم استحداث منظومة تربوية تشتمل على قواعد وأصول تربوية يتعود الطلاب على احترامها وعدم تجاوزها أو اختراقها أبدًا؟

لماذا لا يتم تفعيل أسلوب المكافأة أو الثواب للطلاب الملتزمين؟ وأيضًا تفعيل أسلوب العقاب (غير أسلوب الضرب)  للمتجاوزين أو رافضي التنفيذ؟ ولضمان تنفيذ المنظومة التربوية بحيوية وفاعلية، من الممكن إطلاع أولياء الأمور وأخذ موافقتهم على بنود وشروط هذه المنظومة التربوية وقت تقديمهم لطلبات التحاق أبنائهم، فلا يحق لهم الاعتراض لاحقًا على أسلوب العقاب مثلًا، إذا خالف ابنهم أيًا من قواعد المنظومة التربوية.

علموا أبناءنا الأخلاق في الصغر وألزموهم بها، واملأوا نفوسهم بالخلق الرفيع وسيتزايد بعد ذلك الآلاف من الأمناء والمخلصين العاشقين لتراب هذا الوطن، الرافضين لأي جُرم يُرتكب في حقه من فساد أو استغلال أو احتكار أو رشوة أو سرقة أو غيره من الجرائم التي تصدر من نفوسٍ خربة أعمتها المادة وأغراها الشيطان.

كلما غرست في نفوس الناس منظومة القيم العليا قل الفساد وبدأ في الانقشاع.

علموهم قيمة الاحترام وأنه حق لكل الناس ليس للكبار أو لذوى المقام الرفيع فقط، علموهم قيمة مساعدة الآخرين وأنها هدف نبيل ومتبادل بين الجميع، علموهم أن النفاق سلعة رخيصة يستخدمها أصحاب النفوس الضعيفة لكسب مصالح مؤقتة ومكاسب زائلة.

علموهم ألا يسخروا أو يستهزئوا من بعضهم البعض وألا يقللوا من شأن أي إنسان لشكله أو لمستواه أو لوظيفته، علموهم أن يرفضوا الظلم وأن يقولوا الحق مهما قل عدد متبعيه، علموهم ألا يكذبوا مهما بدا الصدق صعبًا.

علموهم أن يعلوا من قيمة النظافة وألا يلقوا القاذورات في الشوارع، علموهم أن يلزموا الدور عند الوقوف في أي طابور.

علموهم أن الالتزام بالقيم هو خلاصة الطريق الصحيح، وإن وجدوا من يُقلل من قيم الأخلاق أو لا يعلى من شأنها بألا يُحبَطوا أو يستسلموا بل العكس، فلا يلتفتوا إليهم أو يستمعوا لهم.       

نحن بحاجة إلى تعزيز القيم وغرس بناء قيمي سليم في نفوس وعقول أولادنا وهم في سن صغيرة، حتى لا نجد بعد ذلك في مجتمعنا رجالاً ونساءً بنفوس خربة، وقيم مهدرة، وأخلاقيات مبعثرة، حتى لا نَصطدم بأجيال لا ترى في الحياة سوى المادة، حتى لا نَلقى أناسًا كالشياطين ليس لديهم وازع أو ضمير يمنعهم من ارتكاب الشرور والآثام، فالمجتمعات تُبنى بسلاح العلم والعمل، مع سلاح الأخلاق والقيم.

[email protected]