رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

الجمعة القادمة 28 سبتمبر، تحل الذكرى الثامنة والأربعون لرحيل الزعيم جمال عبدالناصر، التى تظل ذكراه حية فى قلوب الشعوب العربية وشعوب العالم الثالث، كلما تجدد الحديث عن التحرر الوطنى، والأمل فى استقلال الإرادة الوطنية، والتمسك برفض القواعد والأحلاف الاجنبية، وكلما زاد الشوق إلى العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. ولعلها كانت هى المرة الأولى فى التاريخ المصرى، الذى يحلم فيها زعيم الأمة بأن يرى اليوم الذى يختفى فيه طبق «المش» و«البصل» من طعام عمال التراحيل، وكان لا يتردد عن مساءلة وزرائه ومسئولى حكومته أسبوعياً عن أسعار السلع الأساسية، ومدى قدرة الفقراء على الحصول عليها.

أسرنى المهندس عبدالحكيم عبدالناصر وهو يروى فى حوار تليفزيونى معه أنه خجل من أبيه حين سأله عن مصدر الحقيبة المدرسية المميزة التى يحملها، وكان قد أهداها له أحد معلقى كرة القدم، وعندما مد الأب سؤاله قائلا: وهل يحمل أقرانك فى المدرسة حقائب مثلها؟ فهم الابن الرسالة، فترك الحقيبة المميزة وعاد ليحمل الأخرى التى تشبه حقائب زملائه فى المدرسة تنفيذا لعدل سائله.

من أجل هذا وغيره، أحب الناس عبدالناصر فقد كان يشبههم، يعيش مثلهم، يتكلم مثلهم، يلبس مثلهم، يعتب عليهم حين يتمادون فى سخرية ضارة، ويحب أم كلثوم مثلهم، ويهوى التصوير ككثيرين منهم، وتبدو زوجته السيدة تحية عبدالناصر ككل أمهات المصريين فى بساطتها وتواضعها واستغنائها، وإفناء حياتها فى رعاية الأسرة ومحبتها.

فى الذكرى المئوية لميلاده، أزاحت مؤخراً جامعة قازان الروسية الستار عن تمثال لعبدالناصر، فضلاً عن وجود تمثال له فى مدينة بطرسبورج الروسية، كما أقامت فنزويلا تمثالاً له فى قلب العاصمة كراكاس. وعندما توفى، دعا توفيق الحكيم على صفحات الأهرام لاكتتاب شعبى لإقامة تمثال له فى ميدان التحرير.

وفى الذكرى 48 لرحيله، ليس هناك لتخليدها سوى الأمل بأن تستحضر الأحزاب والمنظمات الأهلية والنقابات دعوة توفيق الحكيم وتحيها تحت شعار اكتتاب شعبى لإقامة تمثال عبدالناصر فى ميدان التحرير، والإعداد لمسابقة قومية لفنانى النحت لتصميم هذا التمثال.

وقبل سنوات كان الأستاذ «محمد حسنين هيكل» قد أعلن عن نيته منح أوراقه الخاصة ووثائقه البالغة وفقاً لإحصائه مليون وثيقة، إلى إحدى الجامعات المصرية، ثم عدل عن ذلك بسبب أرجعه إلى عدم ثقته فى قدرة تلك الجامعات على الحفاظ على أوراقه، وصيانتها من العبث الحكومى فى محتوياتها أو تدميرها، وقام بإيداعها فى دول خارجية لديها قوانين لحماية هذا النوع من الأوراق والوثائق.

وبسبب الصداقة المميزة التى جمعت بين الأستاذ هيكل والزعيم عبدالناصر، فقد كشف أنذاك عن أن بين تلك الوثائق نحو 175 ألف وثيقة مصرية، بينها أوراق جمال عبدالناصر الخاصة التى كانت فى منزله، والقرارات التى أصدرها عبدالناصر بخط يده، ومسودات خطبه، والرسائل المتبادلة بينه وبين قادة وزعماء العالم، ورؤساء وملوك الدول العربية.

وتستطيع دار الوثائق القومية ومراكز البحوث والدراسات داخل الجامعات وخارجها التفاوض مع أسرة الأستاذ هيكل لاستنساخ صور من تلك الوثائق، ووضع نسخة منها فى منزل عبدالناصر بمنشية البكرى بعد أن صار متحفاً، ونسخة أخرى فى دار الوثائق لتصبح متاحة أمام الباحثين والدارسين والمؤرخين.

اكتتاب شعبى فى ذكرى الرحيل لتصميم وإقامة تمثال لعبدالناصر فى ميدان التحرير وإتاحة وثائق «هيكل» النادرة للاطلاع والمعرفة والدراسة هى حق للمصريين، وواجب لا ينبغى عليهم التباطؤ فى السعى لتنفيذه.