رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنوار الحقيقة

نُشر بالأهرام الاثنين الماضى خبر إصابة 12 شخصاً فى حادث قطار شبين الكوم، وتضمن الخبر أن القطار كان يجرى فى ملف دائرى بسرعة 30 كيلومتراً، أى بأكثر من ثلاثة أضعاف السرعة المقررة وقد أصيب هذا العدد من الركاب، وشاء القدر أن تكون الإصابات جروحاً وكدمات خفيفة.

ويثير هدا الحادث السؤال عن كيفية وقوعه، وقد تبين أن الملف الدائرى للقطار بجواره مصد أسمنتى بذراعين وقد أدت السرعة التى كان يجرى بها القطار إلى خروج القاطرة والعربة التالية لها عن القضبان مع اصطدامهما بالمصد الأسمنتى الجانبى مع إصابة العدد المذكور من الضحايا.

ويثور السؤال: هل المسئول عن الحادث سائق القطار، لأنه قد وقع نتيجة السرعة الزائدة فى ملف دائرة للقضبان، وهل تعمد السائق ارتكاب الحادث بالاندفاع بسرعة 30 كيلومتراً فى الساعة، أم أنه قد أهمل مراعاة تعليمات السرعة فى الموقع، وسوف يتبين من التحقيق الذى تجريه النيابة العامة مدى مسئولية السائق نتيجة إهماله واستهتاره أو تعمده.

ولا بد أن يسفر التحقيق الذى تجريه النيابة العامة عن معرفة الدوافع التى دعت السائق إلى الاندفاع فى الدوران بالسرعة التى فاقت ثلاثة أضعاف السرعة المقررة، وما إذا كان السائق قد تعمد الاندفاع بالقطار بهذه السرعة، أم أن السائق مستهتر ومهمل ولم يلتزم بالسرعة الواجب التزامه بها حماية للقطار والركاب؟

وأرجح أن السائق هو المسئول وحده عن الحادث وأن اندفاعه بالقطار بسرعة هو الذى أدى إلى وقوعه وبالطبع فإن مسئولية السائق حتمية سواء كان اندفاعه كان نتيجة الإهمال والاستهتار، أم غير ذلك والأرجح أن السائق مهمل ومستهتر ولم يلتزم بالسرعة البطيئة الواجب الالتزام بها وفى كلتا الحالتين لا بد أن يكشف التحقيق عن دوافع السائق لارتكاب الحادث والأرجح أنه وقع نتيجة استهتار السائق وإهماله فلا توجد مصلحة معقولة تبرر اندفاعه عمداً بالسرعة التى أدت إلى وقوع الحادث!

وبالطبع فإن الدافع إلى وقوع الحادث لا بد يكون بسبب عدم يقظة وانتباه السائق وعدم التزامه بالسرعة الواجبة وقد يكون ذلك نتيجة أن السائق لم يكن يقظاً وإنما تحت سيطرة مخدر، مثل الحشيش أم البانجو.. إلخ.

ولا بد أن يسفر التحقيق عن الحقيقة، كما أنه من الحتمى أن تتم محاكمة جنائية عاجلة للسائق مع توقيع عقوبة جنائية رادعة عليه لعدم تكرار ارتكاب هذا الحادث الذى كانت إرادة الله رحيمة بالركاب، فلم تحدث إصابات جسيمة وأظن أن وجود دوافع إرهابية للسائق أمر محتمل إلا أنه فى الغالب ليس مرجحاً لأن السائق سوف يكون أول المصابين فى الحادث وترجيح أسباب الحادث والمسئولية عنه لن يمكن تحديدها إلا بناء على نتيجة التحقيق الذى يتم بدقة وكفاءة.

---

رئيس مجلس الدولة الأسبق