لا شك أن تعلّم لغة العدو وطريقة تفكيره لمعرفة سلوكياته وبالتالى أخذ الحيطة والحذر منه هو أمر هام وضرورى بشكل عام وهذا يتطلّب اكتشافه وتحديده ويكون ذلك من خلال التركيز فى تصرفات العدو وخاصةً عند النجاح والتفوّق فى مجالات مختلفة ومن هنا تختلف صفات الأعداء فيمكن أن يكون العدو فرداً ضد فرد أو يمكن أن تكون مجموعة من الأشخاص الذين يُعادون الفرد أو المجتمع أو الأمة أو يمكن أن تكون دولة ضد دولة أخرى ولكن فى كل الأحوال يبقى العدو الظاهر أقل ضرراً من العدو غير الظاهر الذي يُظهر الحب والود بينما يخفى داخله الحقد والكره.
ومن هذه المقدمة البسيطة أنتقل إلى موضوع مقالى هذا ألا وهو التعليم الجامعى فى اسرائيل فيوجد فى إسرائيل طبقاً لمعطيات مجلس التعليم العالى ثلاث وستون مؤسسة أكاديمية عليا ومن بينها تسع جامعات والباقى كليات أكاديمية ومهنية وفروع لكليات عالمية ومن جهة أخرى تفخر إسرائيل بإنجازاتها الأكاديمية فقد نشرت منظمة التعاون والتنمية الدولية (أوسيد) أن من بين الدول الأعضاء البالغ عددها أربعاً وثلاثين دولة تأتى إسرائيل فى المرتبة الثانية بعد كندا في نسبة الحاصلين على اللقب الجامعى الأول مقارنة مع عدد السكان، حيث بلغت هذه النسبة في كندا 51% وفى إسرائيل 46%.
ثم تأتى كل من اليابان والولايات المتحدة ونيوزلندا في الترتيب الثالث، حيث تبلغ النسبة فيها 45% وكذلك لا يفوتنا ظهور ثلاث جامعات إسرائيلية ضمن أفضل مائة جامعة فى العالم فى السنوات الأخيرة وهى (الجامعة العبرية ومعهد التخنيون ومعهد وايزمان للعلوم) وظهرت جامعتان إسرائيليتان فى تصنيف شنغهاى الأكاديمى لأفضل الجامعات على مستوى العالم وهما الجامعة العبرية ( مركز70) والتخنيون (مركز78) وتظهر ست جامعات إسرائيلية فى لائحة أفضل مائة جامعة فى آسيا.
وفى قائمة أفضل مائتى جامعة على مستوى العالم فى العلوم الاقتصادية وفى قائمة أفضل مائتى جامعة لدراسة علوم الكمبيوتر يظهر اسم التخنيون (مركز18) وجامعة تل أبيب (مركز20) وفى قائمة أفضل مائتى جامعة فى الكيمياء على مستوى العالم يأتى معهد وايزمان (مركز43) وفى قائمة أفضل 200 جامعة فى الرياضيات يظهر اسم الجامعة العبرية (مركز27) ومن المدهش لنا عند عقد مقارنة مع تصنيف المؤسسات العربية وعلى الرغم من كل ذلك فقد أعربت مصادر أكاديمية إسرائيلية عن صدمتها من هذه النتائج التى تدل على تراجع تصنيف الجامعات والمعاهد الإسرائيلية على المستوى العالمى!
وأما عن المناهج وأساليب التدريس أرى أن مناهج التعليم الإسرائيلية غيرعادلة ما دامت تتحدث عن المستوطنات والهجرة وأرض الأجداد والقدس والحدود الآمنة وقانون العودة والحق التاريخى وأرض إسرائيل الكبرى وتقديم الحرب على أنها ضرورة حتمية للمحافظة على اليهودية واليهود لذا كان التعليم الصهيونى والتلمودى فيما يطرحه في عقول التلاميذ اليهود الناشئين بعيداً كل البعد عن القيم الإنسانية الشاملة وعن لغة الخير والحوار والمحبة لأن الفلسطينيين فى نظر الطفل اليهودى ومن من خلال التعليم ونتائج الاستبيانات هم أشرار ومتعطشون للدماء بعكس الواقع والحقيقة، وأما فيما يتعلق بالجوائز العلمية والعلماء يبلغ عدد الإسرائيليين الذين حازوا على جائزة نوبل في المجالات العلمية ثمانية علماء وهناك أربعة آخرون حصلوا على الجائزة في مجال الأدب والسلام لذلك تعتبر إسرائيل ذلك علامة بارزة في مسيرتها الأكاديمية وإحدى ثمار الجامعات الإسرائيلية والمراكز البحثية التابعة لها...لذلك ولأسباب مختلفة أتفق مع مبدأ (اعرف عدوك).