رادار
.. نعم زرعوه!.
.. حصدوه، وفى الحى باعوه..
البذور: «بسلّة» و«طمامم» و«فاصوليا» و«فلفل أخضر» يرافقه «الأحمر»، والنتيجة سوق خضروات متنوع يملأ مختلف أرجاء الحى، وانتشرت فى سائر الأنحاء والأحياء قصتهم!.
القصة وما فيها: دخل معلم العلوم والرياضيات إلى الفصل.. فى جيبه آلة بسيطة اخترعها، أطلق عليها «آلة برونكس الخضراء».. تشبه «سكينة معجون» يبدو أنها كانت تحلم بأن تصبح فى يوم «منقرة» أو «عواقة» مثلما يطلق عليها أهلنا فى ريف مصر، لكنها لم تتمكن من تحقيق هذا الحلم، فأصبحت «آلة برونكس» التى غيرت حياة طلبته!
الأطفال فقراء؛ ولأن الفقر ليس بمنقصة تطعن فى شخصية الإنسان، فقد أثار المعلم فى طلبته شغف التعلم والعمل والإنتاج وربطهم بمجتمعهم من أجل عالم أفضل وحياة أجمل.. من أجل تغيير حياتهم، وصناعة لمسة من جمال فى شوارعهم مع الحصول على دخل مادى بعد حصاد المحصول وبيعه لأهل الحى!.
علّمهم هذا الرجل كيف يزرعون على أسطح البيوت وأعمدة الإنارة وليس فى أرض خصبة؟!.. كيف يصمّمون صوبة خشبية؟.. انتشروا جميعًا فى الحى.. زرعوا أسطح المبانى خضروات عضوية صحية، ومن مختلف الأنواع بدون مبيدات!
تخّيل كم قيمة إيجابية غرسها هذا المعلم فى طلبته، وفى مجتمعه بعد أن عمل مع طلابه على زراعة أكثر من 100 حديقة؟.. كم درسًا من الحياة وفى الحياة تعلمّه الطلبة، وهم يتابعون بذرة غرسوها، حتى أينعت وحان وقت قطافها؟!
صبر واستكشاف الجانب الآخر من المعادلة الحسابية والهندسية والعلوم.. عيش حياة صحية والمساهمة فى صناعتها لمجتمعهم.. إنها –باختصار- حياة لها معنى وتعليم له غاية يركز على «الموضوع»، وليس على محتوى دراسى بعينه!
القصة حقيقية.. والمعلم هو «ستيفن ريتز» من منطقة «ساوث برونكس» بمدينة نيويورك، الذى بادر بتطوير برنامج لإنتاج الغذاء فى عدد كبير من المدارس الرسمية فى مدينة نيويورك، وفى مناطق متفرقة من الولايات المتحدة والعالم تحت مظلة مبادرة «آلة برونكس الخضراء»، وهى مبادرة غير هادفة للربح تدعم جهود بناء مجتمعات تتمتع بالصحة من خلال التعليم الملهم وتنمية القوى العاملة للقرن الحادى والعشرين.
الخلاصة: ارتفعت نسبة حضور الطلبة فى هذه المدارس التى طبقت الفكرة من 40% إلى 93%، ووفّرت أكثر من 2200 وظيفة للأجيال الناشئة فى منطقة برونكس فى نيويورك، بالإضافة إلى أن طلبة من الصفين الرابع والخامس قد شاركوا المعلم ريتز فى زراعة حديقة داخلية فى البيت الأبيض!
كل عام دراسى ونحن بخير!
[email protected] com