رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بمناسبة مرور أربعين عاماً على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التى جانبت الطرفين أى حروب طوال المدة السابقة، بل وقد حل السلام بين جميع العرب وإسرائيل.

بهذه المناسبة، دار فى خلدى مدى إمكانية تحرير معاهدة سلام جديدة بين المسلمين عامة والعرب بصفة خاصة، وبين الدول الغربية وبعض الدول الآسيوية التى تدعم الإرهاب، وتغل الحروب الدائرة بين المسلمين بعضهم البعض، عن طريق تشكيلات إسلامية عديدة مثل القاعدة، وداعش، وجبهة النصرة، وبوكو حرام، وغيرهم من الجماعات الأخرى، التى أعدتها الدول الغربية، لكى يقتتل المسلمون ويصير القتال بينهم جميعا، حتى يقضوا على أنفسهم بأنفسهم، والخلاص منهم وتشريدهم وتفتيت وتقسيم دولهم إلى دويلات صغيرة هشة لا حول لها، بحيث يسهل القضاء عليها فى أى وقت.

من المعروف، فإن خطة الغرب ضد المسلمين عامة والعرب بصفة خاصة تمت فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر سنة 2001، التى تهدمت فيها أكبر المبانى الأمريكية ومات الآلاف منهم، وكان ذلك عن طريق استغلال الطائرات المدنية فى هدم هذه المبانى. ومنذ هذا التاريخ والغرب اتخذ القرار للخلاص من المسلمين عن طريق اقتتالهم مع بعضهم، بحيث يقضون على أنفسهم بأنفسهم. فقد استطاعت المخابرات الغربية السيطرة على بعض المتطرفين الإسلاميين وضمهم إليها، وجعلهم قادة هذه الجماعات، يخربون ويدمرون ويقتلون إخوانهم العرب والمسلمين، هذه الخطة وافقت عليها الدول الغربية وبعض الدول الآسيوية أيضاً، التى نالها بعض العمليات الإرهابية.

ربما أكون مخطئا فى اعتقادى، بأن كل الدول الغربية اتفقت على ذلك، ولكن المقطوع فيه أن هناك دولا غربية وبعض الدول الأخرى ومنها – مع الأسف الشديد – دول عربية إسلامية اتفقوا جميعا على الخلاص من المسلمين والعرب فيما سموه فيما بينهم بالشرق الأوسط الجديد أو الربيع العربى. فلا يمكن أن أتصور أو يصدق أى عاقل أن تكون الحروب الدائرة الآن فى أغلب الدول العربية والإسلامية ليست من ورائها دول أخرى تغذى الإرهاب بالمال والسلاح والتدريب وكل ما يلزم فى سبيل تحقيق الهدف الذى يسعون إليه، كما أنه لا يمكن أن يتصور عاقل أن الدول الغربية والدول الكبرى فى العالم بمخابراتها المشهورة عالميا لا تعلم من هى الدول التى تساعد الإرهاب وتغذيه وتباركه، بالقطع فأغلب الظن أن مخابرات هذه الدول على علم تام بمن هم الذين وراء الإرهاب والإرهابيين.

قناعتى هذه، من أن الغرب على أقل تقدير على علم جيد بالدول التى تساعد الإرهاب وتقف إلى جانبه، تجعلنى أتصور أنه من الممكن دولة مثل الصين، التى أعتقد أنها بعيدة تماما عن المخطط الغربى المسموم، من الممكن أن تتولى عملية الاتصال بالدول التى تغذى الإرهاب، وتحاول إجراء معاهدة سلام جديدة بين المسلمين عامة والعرب بصفة خاصة وبين الدول الغربية الأخرى، حقنا للدماء فى منطقتنا، وتشريد وهدم وتخريب أغلب الدول الإسلامية والعربية، ومن ثم تنتهى حالة الحرب الدائرة الآن بين بعض الدول الغربية والآسيوية التى تمول الإرهاب وبين الدول الإسلامية، ويعم السلام مرة أخرى فى المنطقة ونحقن الدماء وننقذ ما تبقى من تلال وشعوب مشردة ومشتتة فى أنحاء العالم.

من منا كان يتصور، أنه سيأتى يوم يحل فيه السلام بيننا كدول عربية وإسلامية، وإسرائيل، ونعترف بوجودها كدولة فى منطقة الشرق الأوسط؟ رحم الله البطل العظيم أنور السادات، الذى أخذ على عاتقه وحده توقيع هذه المعاهدة، وضحى بروحه فى سبيل استرداد مصر كافة أراضيها التى نهبتها إسرائيل فى حرب 1967، فهل يمكن أن نجد بطلاً جديداً، يقوم بما قام به الراحل أنور السادات، ويسعى إلى صلح دائم بين الدول الإسلامية عامة وبين الدول التى تريد الانتقام من المسلمين المتشددين. كفانا ما حصل من تخريب وتفتيت وتشريد الشعوب العربية والإسلامية، وقتل الألوف المؤلفة منهم، كفى ذلك كله ولعله من الممكن أن يعم السلام مرة أخرى.

وتحيا مصر.