رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

قبل يومين، وبمناسبة مرور 40 عامًا على توقيع اتفاقية كامب ديفيد المُثيرة للجدل، كشف موقع هيئة الاذاعة البريطانية (BBC) عن وثائق أفرجت عنها الخارجية الأمريكية، عبارة عن محاضر اجتماعات ومذكرات وتقارير، أكدت من بين ما أكدت أن السادات استطاع الاتفاق على اخلاء سيناء كاملة من الاسرائيليين وتفكيك مستوطناتهم. وانتزع تعهدًا اسرائيليًا بمنح الفلسطينيين فى الضفة وغزة حكمًا ذاتيًا خلال خمس سنوات، وقبول التفاوض مع الفلسطينيين على وضع القدس وعودة اللاجئين.

فى سبتمبر 1977، ذهب السادات إلى مُنتجع كامب ديفيد و«     174كل» الدول العربية تُقاطِعه، ولم يكن مفوضًا من الفلسطينيين أو السوريين أو الاردنيين ليتفاوض عنهم، ورغم ذلك اتهموه بالعمالة والتفريط فى حقوقهم التى لم يُطالبوا بها. فى أول اجتماع أحكم السادات نظارته على عينيه، وشرع في قراءة مشروعه للسلام، بجانبه جلس بيجين صامتاً كأنه حجر. وكارتر ينصت بإمعان وتركيز شديد.. وفجأة سأل كارتر بيجين عما إذا كان يستطيع القيام بعمل عظيم يتساوى مع زيارة السادات التاريخية للقدس، .فأجاب بيجين وكأنَّه حضَّر للإجابة من قبل، وقال إنَّه باستقباله الحار للسادات وترحيب الاسرائيليين به قد قام هو وشعبه بالمطلوب، وأضاف متهكِّمًا: لقد كُنَّا نرحب بالرجل الذي تظاهر بمناورات الخريف الروتينية، ثم تعمَّد الهجوم علينا في اللحظة التى يعلم فيها أننا جميعًا في المعابد نحتفل بالعيد، فردَّ عليه السادات قائلاً: إنَّ ذلك كان خِداعًا استراتيجيًا، فاستشاط بيجين من الغيظ وقال بحدَّة: إنَّ الخداع هو الخداع.. وانفضَّ اللقاء الأول دون نجاح. وفى المساء كان أعضاء الوفود الثلاثة يتناولون عشاءهم معًا في الفناء تحت ضوء القمر، وتبادلوا الدعابات وتناولوا المشروبات. أما كارتر وبيجين والسادات فقد تناول كل منهم عشاءه على انفراد، وهم يفكرون في الفشل الذي لحق باللقاء الثلاثى.. وفى اليوم التالى التقى السادات كارتر فى الكشك الخشبى الذى يقيم فيه فى كامب ديفيد، وقال له إنُه لن يستطيع أن يوقع على اتفاق لايضمن لكل العرب حقوقهم. وأصرَّ على أنْ تنص الاتفاقية على أُسس تضمن للفلسطينيين والعرب حقوقهم. وفى مساء 17 سبتمبر عام 1977، وبعد أنْ تم الاتفاق على بنود الاتفاقية بعد 13 يومًا من المفاوضات، رُفِعَت كؤوس النبيذ ليشرب الجميع نخب النجاح، واعترض السادات ـ ضاحكاً ـ عندما قدَّم له عِزرا وايزمان النبيذ، وقال له أنا مُسْلِم ولست كافرًا مثلك، فأحضروا للسادات كأسًا من عصير البرتقال، بينما كان كارتر يجلس مُنهكًا إلى مائدة عشائه، وظهره للنافذة منحنياً من فرط الإرهاق، وصوت السادات يجلجل وهو يضحك طالباً من الحضور الانصراف حتى ينام الرئيس المُنهك، وخرج متوجهاً إلى مكان إقامته وهو ممسك بعصاه الشهيرة، ويهش بها فى الهواء وكأنه يهش على غنمه.

[email protected]